آلاف السوريين يعبرون إلى بلادهم لقضاء أيام العيد

23 سبتمبر 2015
اللاجئون يحلمون بالعودة النهائية إلى بلادهم (الأناضول)
+ الخط -
تدفق آلاف السوريين اللاجئين والمقيمين في تركيا، اليوم الأربعاء، إلى المعابر الحدودية للدخول إلى بلادهم لقضاء أيام عيد الأضحى، بعد أن سمحت لهم السلطات التركية بالدخول من خلال بطاقة الهوية التركية للسوريين المقيمين على أراضيها (الكمليك).


وحال التدفق الكبير دون دخولهم بشكل سلس، حيث اضطر بعضهم إلى التظاهر، حثاً للقائمين على المعبر، لتسهيل الإجراءات والإسراع فيها. وذكر صحافي سوري (فضّل عدم ذكر اسمه) موجود في المعبر، لـ "العربي الجديد" أن "هناك سوء تنظيم من إدارة المعبر، فضلاً عن الأعداد الكبيرة غير المتوقعة، التي أربكت العمل في المعبر الذي بقي مغلقاً مدة طويلة".

وجرت العادة، أن تسمح السلطات التركية للسوريين المقيمين على أراضيها، بالدخول إلى بلادهم في (العيدين) لقضاء أيام عدة مع أهاليهم والعودة مرة أخرى إلى تركيا، وخصوصاً بعد أن أغلقت السلطات المعابر بشكل كامل قبيل الانتخابات التركية الفائتة أمام الداخلين والخارجين، حتى للذين يملكون جوازات سفر سارية المفعول، واستثنت (الحالات الإنسانية) من هذا القرار.

واختار عدد كبير من السوريين تركيا مكان لجوء وإقامة منذ 4 سنوات، حيث يتركز وجودهم الأقوى في مدن جنوب تركيا، وخصوصاً غازي عنتاب، أورفة، أنطاكيا، الريحانية، كهرمان مرعش، وسواها.

وتركز تدفق السوريين، منذ ساعات الصباح الأولى، على معبر باب الهوى المقابل لمحافظة إدلب، ومعبر باب السلامة المقابل لمحافظة ريف حلب، حيث شهد كلا المعبرين ازدحاماً شديداً، ونشر ناشطون صوراً تُظهر وجود أعداد غفيرة من السوريين تنتظر تسهيل الإجراءات للخروج من تركيا. وعبّر الكثيرون عن فرحتهم بالعودة إلى بلادهم "ولو لأيام قليلة، فهي زادنا لعام كامل"، كما يقول حمزة الذي غادر باكراً مدينة غازي عنتاب التركية، حيث يقيم ويعمل باتجاه معبر السلامة، ويضيف "لا غنى لنا عن بلادنا، فيها نشعر بكرامتنا الإنسانية وقيمتنا".

اقرأ أيضاً: تركيا تسمح للنازحين السوريين بزيارة سورية في العيد

ويبدو أن حمزة غير آبه للصعوبات والمخاطر التي يمكن أن تواجهه، وخصوصاً أن مدينته (حلب) تتعرض للقصف بشكل يومي، يقول: "منذ سنوات، وطيران بشار الأسد يقصف حلب وريفها، ولكنه لن يستطيع إيقاف نهر الحياة في سورية، وفي كل عيد نعود إلى بلادنا لنؤكد للعالم كله أن السوريين متمسكون بأرضهم، وليس كما يُشاع في وسائل الإعلام". حمزة يحمل إجازة جامعية، لكنه امتهن البيع في أحد المحلات التجارية في سوق عِنتاب، ويؤكد أن السوريين الذي ركبوا البحار طلباً للهجرة إلى أوروبا سيعودون في أقرب فرصة "كما نفعل نحن الآن".

على الحدود السورية التركية، تنتشر المعابر التي ينتظر السوريون أن تشرّع أبوابها أمامهم في يوم ليس ببعيد ليعودوا إلى بلادهم التي انهكتها الحرب. ويجدون في إجازة العيد متنفساً للحنين الذي لا يفارق قلوبهم اتجاه بلادهم، التي لا تسلم من براميل بشار الأسد حتى في أيام عيد الأضحى المبارك.

اقرأ أيضاً: تركيا تفتح معابرها للسوريين أيام عيد الأضحى

دلالات