في محاولة بحثية منه استمرت عشر سنوات متصلةً، قضاها آصف بيات في دراسة الحركات و"اللاحركات" الاجتماعية في منطقتنا ليناقش ما يسميه "فن الحضور Art of presence"؛ قصة الفعل الاجتماعي تحت وطأة الكوابح الاجتماعية، في كتابه "الحياة سياسة: كيف يغيّر بسطاءُ الناس الشرقَ الأوسط"، التي صدرت ترجمته إلى العربية عن "المركز القومي للترجمة" في القاهرة.
على ضوء دراساته، يستضيف "برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية" في "معهد الدوحة للدراسات العليا" في السادسة من مساء الثلاثاء المقبل بيات، أستاذ علم الاجتماع ودراسات الشرق الأوسط، لإلقاء محاضرة حول مآلات "الربيع العربي"، في النادي الدبلوماسي، قاعة الروشنة.
يُناقش "الثورات العربية"، التي فاجأت بسرعتها وانتشارها وقوة حدوثها، الجميع بمن فيهم أولئك الذين قاموا بها. وكذلك إلى ما انتهت إليه من خصائص وملامح غير متوقعة سواء من حيث توجهاتها الإيديولوجية أو مساراتها السياسية، وفق ما أعلنه المنظّمون.
يهدي بيات كتابه المترجم للعربية إلى المؤرخ البريطاني إريك هوبزباوم، ويحاول عبر أكثر من 600 صفحة، تحليل عدد من الظواهر والحركات والتيارات الاجتماعية موضّحاً الأثر الكبير للتغيرات الاقتصادية الحادّة في مرحلة النيوليبرالية، ومنها تحليله للخصائص النفسية/ الاجتماعية للحضّر الجدد، مستعرضاً تطوّر المنهجيات والأدوات في دراسة هذه الفئة وكيفية تفاعلها مع التوجهات السياسية السائدة، وصولاً إلى تنظيره حول مفهوم "الفقراء المقاومون"، وهو ما يتم النظر إليه بالتباس في المنطقة العربية؛ لأن التراث المتصل بالمقاومة يخلط بين "استراتيجيات التكيّف" وبين عملية المشاركة الفعّالة أو مقاومة الهيمنة.
ينقسم الكِتاب إلى مدخلٍ بفصلين؛ الأول بعنوان "مقدمّة في فن الحضور"، والثاني بعنوان "تحوّل الشرق الأوسط العربي: تشريح وثيقة"، إضافة إلى ثلاثة أبواب؛ "الحركات الاجتماعية" ويناقش بفصوله الخمسة الفقر والنسوية والشباب و"سياسة المرح" التي تضم النكت والرياضة والفنون والموسيقى والرقص، و"سياسة الشارع والشارع السياسي" ويبحث في شوارع الثورة والإيكولوجيا الحضرية للإسلام السياسي، و"الثورات" ويتناول مستقبل ما يسميه "الثورات الإسلامية" والاحتمالات المتوقّعة لمآلات الثورات العربية.
يشار إلى أن بيات، هو أستاذ علم الاجتماع ودراسات الشرق الأوسط بـ "جامعة إلينوي- إيربانا شامبين" في شيكاغو في الولايات المتحدة، كما عمل مديراً لـ "المؤسسة الدولية لدراسة الإسلام والعالم المعاصر" بـ "جامعة ليدن" في هولندا. تدور أبحاثه حول موضوعات عديدة؛ من بينها الحركات الاجتماعية والتغيير الاجتماعي، الدين والمجتمع، الإسلام والعالم المعاصر، والمجال الحضري والسياسة.