آرات حسيني... الطفل الإيراني العنكبوت الذي يجيد فنون الجمباز

12 مايو 2018
الطفل المعجزة (عن انستاغرام)
+ الخط -
مذ كان عمره أشهراً قليلة، عرف والده أن ابنه آرات حسيني ليس طفلاً عادياً. كان يُجيد القيام بحركات في جسده أقرب إلى الجمباز، وهو اليوم "طفل معجزة"
ذاع صيته وزادت شهرته في إيران وخارجها، هو الذي لم يتجاوز الخمس سنوات من عمره. آرات حسيني طفل إيراني يعرفه كثيرون منذ بلغ عامه الأول، بسبب فيديوهات مصورة نشرها له والده وهو يقوم بحركات لياقة بدنية ورياضية صعبة، طوّرها بفعل التدريبات.

معظم الناس كانوا يظنّون أن آرات فتاة صغيرة بسبب شعره الطويل الناعم. لكن شعره هذا يجعله يزيد من تميّزه. الأشخاص الذين رأوا فيديوهاته التي ينشرها والده على موقع "إنستغرام" باتوا قادرين على تذكره. على إنستغرام، يتابعه أكثر من مليون و300 ألف شخص.

في الصفحة التي يشرف عليها الوالد بنفسه، فيديوهات لآرات منذ كان عمره عاماً واحداً، ويتفاعل معها المتابعون بشكل كبير. معظمهم فوجئوا بسبب حركاته وقدراته البدنية العالية. يؤدي حركات الجمباز وتمارين المعدة منذ كان صغيراً جداً. ويظهر في أحد الفيديوهات حين كان رضيعاً يمسك عصا بيديه الصغيرتين خلال التدريب.

زادت شهرة آرات حين بلغ عامين تقريباً. كثيرون ما زالوا يتذكرون فيديو للطفل الصغير وهو يتسلق الأعمدة في البيت، فنال لقب الطفل العنكبوت، وكان أصغر طفل يقوم بحركات لياقة بدنية صعبة، كتمارين الضغط وتقوية عضلات المعدة التي يؤديها رياضيون محترفون في العادة، ما جعل عضلات جسده الصغير تبرز على غرار أولئك الذين يمارسون رياضات كمال الأجسام منذ سنوات طويلة.

الطفل العنكبوت (العربي الجديد) 


تظهر الفيديوهات حجم المحبة والترابط بين آرات ووالده الذي يرافقه في كل مكان. ومؤخراً، اشتهر فيديو يظهرهما معاً. كان آرات يُحاول القفز على مقعد مرتفع نسبة إلى طوله. حاول مرات عدة من دون أن ينجح. ثم يظهر والده وهو يشجعه إلى أن استطاع القفز، وبات آرات أيقونة للاجتهاد بالنسبة إلى متابعيه.

يتدرّب (العربي الجديد) 


يعيش آرات في مازندران شمال إيران. ويقول والده الذي عرّف عن نفسه بأنه والد آرات، من دون أن يذكر اسمه، أنه لم يكن يتعمد أن يصبح طفله على هذا النحو، وإن كان يمارس الرياضة ويحترفها منذ سنوات طويلة. يقول إنه لم يعلمه الجمباز ولا أية رياضة. لكنه لاحظ أن لدى الطفل قدرات خاصة منذ كان في الأشهر من عمره.
وفي حديثه لـ "العربي الجديد"، يقول الأب إن آرات لا يستطيع إجراء مقابلات بشكل محترف، لكنه يحب الشهرة ويحب دعم الآخرين له. ويؤكد أنه يشرف على كل تمارينه بنفسه، سواء في المنزل أو خارجه.



ولدى سؤاله عما إذا كانت هذه رغبة آرات نفسه، وإذا ما كانت التمارين مرهقة لطفل في هذا السن، يقول الأب إن آرات طفل ويجب أن يبقى طفلاً ويعيش هذه المرحلة كما يجب. يضيف: "أحياناً، يشعر بالتعب والملل، أو يرغب في القفز وتسلّق الأعمدة. لكنّه يحب كثيراً تفاعل الآخرين معه. لذلك، أخبره عن تعليقات من يتابعوه فيفرح كثيراً". في الوقت نفسه، يؤكّد أن ابنه يحب ما يفعله بشدة، ويستمتع بالرياضة، ولديه إصرار كبير. وقد فرح الأب والابن حين تفاعل الملايين مع الفيديو الذي حوله إلى أيقونة في الصبر والاجتهاد. ويقول الأب إن الدعم الذي يتلقاه آرات من الآخرين يشجعه على الاستمرار في تدريب ابنه حين يكون راغباً في ذلك.

مع والده (العربي الجديد) 


وعن برامجه ومخططاته المستقبلية، يؤكد حسيني أن ابنه يحب كرة القدم كثيراً، وكان قد طلب منه تعلمها ليصبح محترفاً، وسيحقق له رغبته حين يصل إلى العمر المناسب. ويتوقّع أن يكون لآرات مستقبل عالمي في هذا المجال، واصفاً إياه بالأسطورة المرتقبة.

تختلف فترات تمرين آرات. وما من ساعات أو أوقات محددة. وتحاول عائلته ألا تفرض عليه التمارين، وأن تعطيه مساحة من الحرية، لأنه يحب اللعب كما جميع الأطفال في عمره. أحياناً، يتدرب ساعات طويلة. وفي أحيان أخرى، لا يتجاوز التدريب عشرين دقيقة. وقد يتطلب تسجيل فيديو إعادته أكثر من مرة، وقد ينتهي التصوير بدقيقة واحدة.

Instagram Post


في يومياته، يمارس آرات أنشطة كثيرة، على الرغم من أن عائلته تحرص على إظهار الجانب الطفولي فيه. ويبيّن أحد الفيديوهات تحطيمه بعض أغراض والدته خلال لعب كرة القدم في المنزل، وتراه يحاول إخفاء جريمته ببراءة.



في بعض التعليقات، يشجع عدد كبير من الإيرانيين آرات ووالده، فيما يرى آخرون أن هناك ضغطاً كبيراً على هذا الطفل، ويطالبون بأن يعيش حياته بشكل طبيعي. لكنّ الوالد يرى أن القلق يرتبط بنوعية التمارين الرياضية الصعبة، إذ إن هناك اعتقاداً خاطئاً لدى كثيرين في المجتمع الإيراني، وهو أن القيام بتمارين الضغط والمعدة أو غيرها قد تؤثر سلباً على نمو الطفل. لذلك، يُحاول الوالد نشر معلومات رياضية صحية لإقناع المتابعين المنتقدين بأن الرياضة لا تؤثر سلباً إذا قام بها الطفل بالشكل الصحيح، بالتوازي مع نظام غذائي سليم.
من جهة أخرى، يشعر عدد من متابعي آرات بـ "غصة". فهذا الطفل الذي ظهر أكثر من مرة في برامج مواهب أجنبية في بلدان عدة، منها الصين وأستراليا والفيليبين وغيرها، لا يلقى الدعم من جهات رسمية إيرانية على الرغم من شهرته وتميّزه.



يروج آرات لبعض المنتجات الرياضية، ما يؤدي إلى دعم المنتج وآرات. كما أن بعض الجهات المحسوبة على القطاع الخاص تتكفل برعاية رحلات آرات إلى الخارج، ما يزيد من انتقادات بعض المتابعين للجهات الرسمية التي لا تولي اهتماماً لطفل يصفونه بالمعجزة، والذي يساهم في تغيير صورة إيران أمام العالم برمته، على حدّ قولهم.
دلالات