آخر أفكار ستيفن هوكينغ... فوضى الثقوب السوداء

13 أكتوبر 2018
توفّي هوكينغ في مارس/ آذار الماضي (Getty)
+ الخط -


بعد سبعة أسابيع من وفاة عالم الفيزياء الفلكيَّة، ستيفن هوكينغ، نُشرت دراسةٌ حول نظرية الانفجار العظيم، في مايو/ أيار من عام 2018، في مجلَّة "Journal of High Energy Physics" العلميَّة المحكّمة. وقيل وقتها، بأنَّ هذه آخر دراسة كتبها ونشرها هوكينغ قبل وفاته. ولمّا تمّ إرسال الورقة العلمية المجلّة، كان هوكينغ فعلاً لا يزالُ على قيد الحياة. وهي فعلاً آخر عمل قدّمه الفيزيائي بنفسه إلى مجلّة علميّة في حياته. ولكن، اتضح لاحقاً، بأنَّ هذا ليس العمل الأخير في حياته، إذْ أنّه شارك بعمل مشترك مع علماء آخرين. وقد نشرت صحيفة "الغارديان"، يوم الثلاثاء الماضي، مقالاً بعنوان "آخر أعمال ستيفن هوكينغ المنشورة". وكشف المقال بأنَّ هوكينغ شارك بكتابة مقال، كمؤلّف ثانٍ، مع ثلاثة علماء فيزياء آخرين، عمل معهم قبل وفاته.

توفّي هوكينغ في مارس/ آذار الماضي عن عمرٍ يناهز الـ 76 عاماً في كامبردج في بريطانيا. ويُعتبَر واحداً من أهم الفيزيائيين في عصرنا. الورقة المشتركة المنشورة هي بعنوان "الثقب الأسود والشعر الناعم". وتحاول الورقة بشكل أساسي أن تجيب على السؤال التالي: "ماذا يحدثُ للأشياء عندما تسقط في الثقوب السوداء"، وقد اكتشف علماء الفيزياء الفلكيّة عن معلومات في الورقة تتناقضُ بشكل كامل مع نظريات ألبرت آينشتاين.




تم الانتهاء من العمل على الورقة في الأيام الأخيرة قبل وفاة هوكينغ في مارس/ آذار الماضي. وقام كلّ من ساشا هاكو ومالكوم بيري من جامعة كامبردج، وأندرو سترومنجر من جامعة هارفرد أخيراً، بوضع اللمسات الأخيرة على الورقة بعد تحريرها، ونشروا النتائج للعلن. وقال بيري لصحيفة "الغارديان"، بأنّه التقى هوكينغ قبل أيام قليلة من وفاته في جامعة هارفرد، ولم يدرك وقتها مدى سوء صحة هوكينغ. وأكّد بيري بأنَّ هوكينغ اهتم بالأفكار المتناقضة في أفكار ألبرت إينشتاين، "بل فتن بها"، كما يشير. كان ألبرت آينشتاين مقتنعاً بأنّ الثقوب السوداء يمكن تحديدها من خلال كتلتها وشحنتها وزخمها الزاوي. لكنّ هوكينغ افترضَ لاحقاً، بأنّ للثقوب السوداء درجة حرارة أيضاً. لكن ثمّة سؤال علمي بحاجة إلى حل، لمّا تكون الثقوب السوداء ذات درجات حرارة مرتفعة، فإنها تطلق هذه الحرارة إلى الفضاء، حتى تنتهي وتتبخّر في النهاية في الكامل. لكن، كما هو معلومٌ في الفيزياء، فإنّ الوجود المادي، أو الطاقة، لا تضيع أبدًا ولا تفنى ولا تخلق من العدم. فأين تذهب كل هذه الأشياء التي امتصّها الثقب الأسود لحظة اختفائه؟ وهذا تماماً ما تحاول الورقة الجديدة المنشورة الإجابة عليه، أين تذهب هذه الطاقة؟ هل تفنى؟ كيف يتم الحفاظ عليها؟ وإلى أي شكلٍ تتحوّل؟

يشير هوكينغ، بأنّ الجسم المادي مجرّد أن يدخل الثقب الأسود ويختفي، فإنَّ حرارته ترتفع، ويصاب بشكل من أشكال الفوضى يسمّيه هوكينغ بـ "الإنتروبيا". ويشرح هوكينغ، بأنّ هذه الإنتروبيا يمكن كشفها من خلال جسيمات ضوئيّة عالية الحساسيّة تسمّى بالفوتونات. ومجرّد أن تدور هذه الفوتونات في أفق الثقب الأسود، فإنّها ستعطي صورة واضحة عن الإنتروبيات، أي الأجسام الممتصة من قبل الثقب الأسود والمصابة بـ "الفوضى". ومن خلال الفوتونات، نستطيع أن نكتشف كلّ ما امتصته هذه الثقوب السوداء، وبالتالي، أخذ فكرة ممتازة عن الكون!







دلالات
المساهمون