أعلنت إدارة الآثار في "متاحف قطر" منذ يومين عن اكتشاف نقوش صخرية في منطقة الشحانية (25 كلم غرب الدوحة) حيث أُرسل فريق متخصّص إلى الموقع وتمّ التأكد من اكتشاف الموقع بعد عملية مسح وتنقيب واسعة باستخدام الإحداثيات المرتبطة بالقمر الصناعي.
الموقع اكتشفه أحد المواطنين ليتبيّن لاحقاً انه عبارة عن نقوش صخرية على شكل وردة يرجّح أنها ترمز إلى إحدى الألعاب الشعبية القديمة، وهو يتميز بوقوعه داخل البلاد خلافاً للاكتشافات الأثرية التي تتركز جميعها على الساحل.
وأشار مدير إدارة الآثار في المتاحف، فيصل التميمي، إلى أن "أهمية الموقع الأثري الجديد واختلافه عن المواقع الطبيعية الأخرى سيغير تاريخ الخريطة الأثرية للنقوش الصخرية في قطر"، موضحاً أنه "جرى تسجيل موقع الشحانية وأرشفته وتحديد نطاقة الجغرافي بعد عملية المسح والتنقيب فيه، استعداداً لحمايته ومعرفة تاريخه الدقيق وذلك بالتعاون مع الجامعات والبعثات الأثرية الخارجية".
يعد الاكتشاف ثاني أكبر موقع للنقوش الصخرية بعد الجساسية على الساحل الشمالي الشرقي، والذي اكتشف عام 1957 ثم شُرع بدراسته بشكل أعمق عام 1974، حيث صُنِّف 874 من النقوش الفردية وأخرى مركبة، تعود غالباً إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد.
يتألف موقع الجساسية أساساً من حفر مستديرة وتصاميم وأنماط متنوعة مثل الأكواب المصفوفة والورود والسفن وبعضا من آثار الأقدام، ويعتقد أن علامات الأكواب هذه استخدمت في ألعاب لوحية قديمة، كلعبة "المنقلة" والتي كانت تعرف في قطر بـ"الحالوسة أو "الحويلة".
من أبرز المكتشفات الأثرية أيضاً جزيرة بن غانم الواقعة في الخور، والتي كانت تستعمل خلال العصر البرونزي كموقع لصناعة الصبغ، تتميز كذلك هذه المنطقة بشجر الأيكة الساحلية (المانجروف) التي تجعل من المكان الموقع المثالي لمراقبة الطيور.
يُذكر أن فريق الآثار والترميم في "متاحف قطر" يقوم بالتنقيب في مناطق كانت في الماضي تعرف ازدهاراً كبيراً، وترميمها وصونها، من قرى وتجمعات سكنية تعود إلى العصر البرونزي وإلى قصور العصور الوسطى، وحصون القرن التاسع عشر، والقرى والأبراج والمساجد.