آبي كورنيش لـ"العربي الجديد": الإعلام يحبط من شأن المخرجات والسينما النسائية

25 ديسمبر 2017
(فريديريك إم براون/Getty)
+ الخط -
آبي كورنيش، ممثلة أسترالية عمرها 35 سنة، يصرُّ مواطنوها على مقارنتها بنجمتهم الأولى نيكول كيدمان. لمعت في عام 2004 بفضل دورها الجميل والصعب في فيلم "سومرسوت" من إخراج كيت شورتلاند. وظهرت بعد ذلك في بضعة أفلام، أهمها "إليزابيث: العصر الذهبي" لشيكار كابور، و"سنة كبيرة" لريدلي سكوت، و"نجمة ساطعة" لجين كامبيون، و"ساكر بانش" لزاك سنايدر، و .W./E الذي نفذته مادونا في أول تجربة لها كمخرجة سينمائية. 

تؤدي آبي كورنيش (Abbie Cornish) أحد الأدوار الرئيسية إلى جانب فرانسز ماكدورماند وسام روكويل وودي هاريلسون في فيلم المغامرات "ثلاث يافطات خارج إيبينغ ميسوري" للمخرج، مارتن ماكدوناه، الحائز على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان فينيسيا (البندقية) 2017. في إطار جولتها الأوروبية للترويج للفيلم المعني، زارت كورنيش باريس حيث التقتها "العربي الجديد" وحاورتها.

حدثينا عن فيلمك الجديد "ثلاث يافطات خارج إيبينغ ميسوري" ودورك فيه
يحكي السيناريو وهو استحق جائزة في مهرجان فينيسيا (البندقية) الأخير، قصة امرأة مطلقة تعيش جحيماً على الصعيد النفسي منذ أن اغتيلت ابنتها المراهقة بعدما اغتصبتها مجموعة من الشبان المجرمين. وتلوم المرأة رئيس الشرطة المحلية بسبب عجزه عن القبض على الذين ارتكبوا هذا الفعل البشع، متهمة إياه بالضعف والأنانية. وهي تتخذ كوسيلة للانتقام وجود ثلاث يافطات ضخمة وغير مستخدمة فوق الطريق المؤدي إلى داخل المدينة، فتستأجرها وتلصق فوقها عبارات بالخط الكبير تدين رئيس الشرطة بالاسم، هو وأعوانه، وتنادي بالعدالة. ويتسبب تصرفها في إزعاج السلطات، وفي إثارة ضجة بين سكان المدينة الذين ينقسمون إلى فئتين، مع أو ضد المرأة، وينضم مطلّقها إلى المعادين لها. والمهم في الفيلم، هو الجانب الشجاع الذي تتميز به بطلة الحبكة، فهي لا تتراجع أمام المصاعب والضغوط التي تمارس عليها من كل ناحية، مثل تهديدات الشرطة. ولكن، أيضاً، من مجهولين يبعثون إليها الرسائل الرهيبة، مدعين أنهم اغتصبوا وذبحوا صبيتها، وأنها لن تعثر عليهم أبداً، لا هي ولا الشرطة. وأنا أؤدي شخصية زوجة رئيس الشرطة المقتنعة بأن رجلها يبذل قصارى جهده لحل القضية. وأنه، بالتالي، ضحية العبارات المروعة المدونة ضده على اليافطات الثلاث، خصوصاً أنه يعاني من مرض خبيث سيودي به بعد شهور قليلة، وهذا أمر يجهله الجميع. الدور في غاية الجمال والقوة وبصنع معادلة شيقة مع شخصية الأرملة المنتقمة. أنا عثرت هنا على أحد أجمل أدواري فوق الشاشة حتى الآن.



(فريديريك جاي براون/فرانس برس)


يعتبر فيلم "نجمة ساطعة" للمخرجة الأسترالية مثلك، جين كامبيون، أيضاً من أجمل وأنجح أعمالك فوق الشاشة حتى الآن، فما قولك في شأنه؟
الفيلم مستوحى من كتابات الشاعر كيتس الذي كان يسبق زمنه بحكايات جريئة ملائمة لعصرنا، هذا أكثر مما كانت تناسب العصر الذي عاش هو فيه، أي القرن التاسع عشر. ويحكي السيناريو الغراميات الجنونية والمستحيلة التي تعيشها فتاة تنتمي إلى عائلة متزمتة مع شاب ينظم الشعر. وعرفت المخرجة، جين كامبيون، الأسترالية مثلي، مثلما تذكره بنفسك، كيف تترجم الأحاسيس ببراعة كبيرة، ربما لأنها امرأة. والفيلم في رأيي مخلص لما كتبه كيتس، إلا أنّه يتميز بنبرة إضافية معاصرة تمنحه جاذبية خاصة، لا بد أن تثير الإعجاب.

أنت راضية إذاً عن تجربتك تحت إدارة جين كامبيون؟
أنني أكثر من راضية، بل فخورة بكوني عملت تحت إشراف مخرجة ترفع رأس المرأة في ميدان العمل السينمائي، خصوصاً أن الإعلام كثيراً ما يحبط من شأن السينما النسائية، مُدعياً أن المرأة المخرجة غير قادرة على تنفيذ أفلام، تنافس تلك التي يصنعها الرجال. فمتى سيتوقف هذا الإعلام عن إحباط النساء المخرجات، والاعتراف بأنَّ هناك سينما نسائية مبدعة تنافس سينما الرجال، ان لم تكن تتفوق عليها.

حدثينا عن دورك في فيلم W./E. الذي تولت إخراجه مادونا؟
أمثل شخصية امرأة شابة مولعة بالحكاية التي عاشها ملك إنكلترا إدوارد الثامن عندما تنحى عن عرشه في سبيل أن يتزوج المرأة التي أحبها، والتي لا تنتمي إلى عائلة نبيلة، وهي الأميركية واليس سيمبسون. والمرأة التي أؤدي شخصيتها، تعيش بدورها قصة غرامية جديدة في الوقت نفسه، لانتهاء علاقتها الزوجية من رجل يسيء معاملتها. هناك خيط رفيع يربط بين الحكايتين وهذا ما أثار انتباهي في السيناريو ودفعني إلى قبول الدور.


(ديميتريوس كامبوريس/Getty)


هل منحت ثقتك التامة لمادونا على الفور علماً أنها ليست مخرجة في الأساس؟
أنا اقتنعت بالسيناريو أولاً، ثم بالكلام الذي قالته لي مادونا في شأن نظرتها إلى الحبكة والأسلوب الذي كانت تريد منحه للفيلم بأكمله. بدت لي مادونا ملمة كلياً بالإخراج أو على الأقل بوجهة نظرها في فيلمها. وأكَّدت لي أنها أحاطت نفسها بفريق تقني من الدرجة الأولى قادر على تحويل رغبتها وخيالها إلى واقع فوق الشاشة. وأنا وجدتها صادقة في كلامها معي، وبالتالي قررت خوض المغامرة.

هل أنت من المعجبات بمادونا الفنانة الاستعراضية أساساً؟
نعم إلى حد ما، وربما أن الشيء الذي يدهشني في شخصيتها أكثر من طاقتها الفنية هو قدرتها المستمرة على التأقلم مع الفترة الزمنية التي تعيشها، بل في بعض الأحيان تسبق الحدث وتساهم في خلق الصرعة التي ستميز فترة ما. مادونا في نظري حالة استثنائية في الفن الأميركي بل العالمي، ولولا قوة شخصيتها وذكاؤها وسرعة بديهتها، لما حققت أعمالها أي نجاح بالمرة. أنا معجبة بمادونا المرأة أكثر من الفنانة بالرغم من أنني أحب أغنياتها.

هل تعتقدين بأن شخصيتها أيضاً هي التي جعلت منها الآن مخرجة، أكثر من قدرتها الفنية؟
-نعم، أنني متأكدة من هذا الشيء. فهي عرفت كيف تجمع الظروف التي سمحت لها بإنجاز فيلم جيد مع أن العدد الأكبر من أهل المهنة السينمائية في هوليوود، لا يعتبرونها مخرجة أو ممثلة أو مؤلفة سيناريوهات بالمرة، أليس هذا هو الذكاء إذاً؟

هل تقيمين في مسقط رأسك أستراليا؟
لا، فهذا ليس في إطار الممكن، لأنني أقيم الآن في لندن بسبب عملي، بينما تسكن عائلتي في مزرعة كبيرة في الريف الأسترالي، علماً أنني كبرت هناك في وسط الدجاج والحيوانات المختلفة.

وهل تزورين العائلة بطريقة دورية؟
أعود إلى أستراليا كلما استطعت وحسب جدول أعمالي.



(دايف كوتنسكي/Getty)





المساهمون