"يوم الشهيد" عبد المنعم رياض... تاريخ وجغرافيا عربية

09 مارس 2017
الجنرال المصري الشهيد عبد المنعم رياض (فيسبوك)
+ الخط -
تحل اليوم، الخميس، الذكرى الثامنة والأربعون لاستشهاد المحارب المصري، الفريق أول عبد المنعم رياض، التي تحوّلت لاحقا لاحتفال وطني تحت مسمى "يوم الشهيد المصري".

وكان الشهيد عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية أثناء فترة حرب الاستنزاف، واستشهد في مثل هذا اليوم من عام 1969، في الصفوف الأمامية وسط جنوده.

وأطلق اسم الشهيد على العديد من الشوارع والميادين المهمة في مصر والوطن العربي، تكريماً له ووفاءً لبطولاته، أبرزها ميدان يحمل اسمه في وسط القاهرة يقبع في أحد أركانه المتحف المصري، وعلى مقربة منه مبنى التلفزيون ووزارة الخارجية ويجاور ميدان التحرير، وهو الميدان الذي شهد الكثير من أحداث ثورة يناير، وأبرزها "موقعة الجمل".

"لا تقبل بالحلول الوسط إلا عند الضرورة القصوى"، واحدة من أشهر كلمات عبد المنعم رياض، ولا ينافسها إلا قوله: "أخطاء الصغار صغيرة ويمكن معالجتها، ما دامت بغير قصد، وحتى في حدود ممارستهم لحق التجربة والخطأ. أما أخطاء الكبار، فإنها دائما كبيرة".

ولد عبد المنعم رياض في أكتوبر/تشرين الأول 1919، وشغل مناصب عدة في الجيش المصري قبل رئاسة أركان حرب الجيش، بينها منصب رئيس هيئة العمليات، وعين عام 1964 رئيساً لأركان القيادة العربية الموحدة، وفي حرب 1967، عين قائدا عاما للجبهة الأردنية.

ويعتبر رياض واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث شارك في الحرب العالمية الثانية بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف.

كان دائم الاطلاع ويقرأ باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والروسية، وانتسب وهو برتبة "لواء" إلى قسم الرياضة البحتة بكلية العلوم حتى يتعمّق في دراسة الصواريخ المضادة للطائرات.




في الثالث والعشرين من ديسمبر/كانون الأول 1944، وفي الدورة السابعة من دورات تخريج كلية أركان الحرب، حاز الشهيد عبد المنعم رياض على المركز الأول، وجاء في نص مذكرة ملحقة بشهادة تخرجه: "يوصَى به كضابط أركان حرب. فهو ضابط مجد وعنده روح الابتكار في عمله ويدرس كثيرا، ويبحث عن الحقيقة المجردة والعلم، وله أفكاره الخاصة، وعنده الشجاعة لإبداء رأيه".

أشرف رياض على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف، وفي صبيحة يوم 8 مارس/آذار 1969، قرر أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليطلع عن قرب على تحضيرات المعركة، كما قرر أن يزور أكثر المواقع تقدما. لكن انهالت نيران القوات الإسرائيلية فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده، وانفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الخندق، وتوفي متأثرا بجروحه نتيجة لشظايا قاتلة.

كرّمه الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، ومنحه رتبة فريق أول ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية، أرفع وسام عسكري في مصر، وتحول يوم 9 مارس/آذار إلى يوم الشهيد في مصر.

ارتبط الشهيد عبد المنعم رياض بالقضية الفلسطينية منذ بداياتها وحصل على وسام "الجدارة الذهبي" لقدراته العسكرية المتميزة في حرب 1948، فيما ظلت القضية في قلبه وعقله حتى لحظة الشهادة في ذروة حرب الاستنزاف.



دلالات