"يوم التراث القبطي".. من رزنامة النظام الجديدة

تتواصل سياسات النظام المصري في إبداء "الاهتمام" بالأعياد الاجتماعية والدينية لعدد من مكوّنات المجتمع، في محاولة منه لإبراز التعدّد والتنوّع داخله، وهو اعتراف "متأخر" لا يكلّفه سوى القليل من الدعاية الإعلامية، كما في احتفاله منتصف الشهر الحالي لأول مرّة برأس السنة الأمازيغية، مقابل التضييق على المختلفين معه في الرأي والموقف من الناشطين السياسيين والكتّاب.

في هذا الإطار، يأتي إعلان "مركز الدراسات القبطية" التابع لـ"مكتبة الإسكندرية" تنظيم "اليوم السنوي للتراث القبطي" تحت شعار "المرأة المصرية وإنجازاتها في التراث عبر العصور"، في "بيت السناري الأثري" في القاهرة، في التاسع من آذار/ مارس المقبل.

المفارقة بأن الإعلان أشار إلى "أن موعد الفعالية يتوافق مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في الثامن من الشهر نفسه"، علماً أن لا رابط بين اليوم الذي تمّ اختياره للاحتفال بتراث القبط وبين يوم المرأة باعتباره مناسبة حديثة توافقت عليه المنظّمات النسوية مطلع القرن الماضي.

تقرّر تخصيص يوم لتراث الأقباط منذ السنة الفائتة في آذار/مارس من كلّ عام، لأنه الشهر الذي اعتلى فيه القمص سرجيوس منبر الجامع الأزهر ثلاث مرات ليلقي خطباً حماسية في أثناء ثورة 1919 ضد الاحتلال الإنكليزي، في إشارة إلى "العيش المشترك بين المصريين؛ مسيحيين ومسلمين"، بحسب المنظّمين.

يجدر هنا تذكّر أن هذا "المشترك" جرى توظيفه أحياناً كثيرة لصالح السلطة، إذ لم يُعرف حتى اليوم الفاعلون الحقيقيون وراء الاعتداء على أكثر من كنيسة مصرية منذ عام 2000، ولم يستطع النظام إقناع أحد بروايته حول تفجير الكنيسة البطرسية العام الماضي.

يشتمل برنامج الاحتفال، الذي أُعدّ لغايات ترضية فئة في المجتمع باعتبار أن الدولة راعية لحقوقها ومصالحها، على جملة تكريمات لشخصيات نسائية؛ من بينها: إيريس حبيب المصري (1910 – 1994) صاحبة كتاب "تاريخ الكنيسة القبطية"، وكاميليا مكرم مديرة "المتحف القبطي"، والأكاديمية شذا إسماعيل جمال الدين أستاذة التاريخ القبطي في "جامعة حلوان"، إضافة إلى تكريم شهداء الكنيسة البطرسية.

وستُعقد ندوات يشارك فيها باحثون لإلقاء الضوء على بعض الشخصيات النسائية القبطية، منهم الأكاديميان عادل فخري صادق ومحمد عفيفي عبد الخالق، والباحث عزت حبيب صليب.