"يوميات الحجر" لسارة البوعينين: شخصيات حميمة ومتباعدة

02 يوليو 2020
مقطع من أحد أعمال المعرض
+ الخط -

تستلهم الفنانة القطرية سارة البوعينين أعمالها الجديدة من تداعيات فيروس كورونا على الحياة اليومية من جهة، ومن الثقافة الشعبية القطرية من جهة أخرى، وتلجأ إلى فن البورتريه كوسيلة لإلقاء نظرة أقرب وأكثر خصوصية على شروط الحياة الجديدة التي فرضها الوباء من العزل المنزلي والحجر والتباعد الاجتماعي والقلق والشعور بالوحدة والخوف من الآخرين.

تطلق الفنانة على أعمال معرضها الجديد "يوميات الحجر"، والذي ينظّمه غاليري "المرخية" في الدوحة افتراضياً حالياً ويتواصل حتى 17 من الشهر الجاري، ليكون خامس معرض من معارض الغاليري الافتراضية منذ بدء الجائحة.

تبدأ الفنانة من العلاقات التي تشكّلها الوسائط الرقمية وتتسلل إلى حياتنا اليومية، وتنتقل إلى التغييرات العالمية التي أحدثتها جائحة "كوفيد-19" الحالية. وفي هذا السياق، تأتي مجموعة الأعمال التي ترصد يومياتها ويوميات القريبين منها من العائلة والأصدقاء.

موضوعات الأعمال تسائل قدرة الناس على التغيير والتكيف، وتكشف كيف تتصوّر الفنانة  العادات والسلوكيات الجديدة الضرورية ، التي يمليها هذا الوباء العالمي.

توظف الفنانة تقنيات الرسوم الرقمية، حيث تستخدم تباين الألوان الزاهية مع النمط المعاصر لإضاءة الوضع المعقد والصعب للغاية، وتقترب من روح البوب آرت وخطوطه.

يضمّ المعرض عشرة أعمال بعناوين: "التباعد الاجتماعي"، و"أنا، نفسي، وأنا"، و"إطلالة جديدة"، و"أيام الحجر"، و"الطعام هو الإجابة"، و"ابق في البيت"، و"معاً لكننا وحدنا"، و"ستايل الكارنتينا"، و"تائه وكئيب"، و"فوضى".

ترسم الفنانة الشخصيات متماثلة ولكن خطاً ملوناً يبدو كما لو أنه هالة تحيط بكل واحد منها وبفصلها عن سواها، في دلالة على العزلة التي يبنيها الإنسان حول نفسه كنوع من الحماية من الآخرين. الوجوه تسيطر عليها الكمامات أو أنها مصمتة وصنمية الشكل في مقاربة لغياب الحميمية من حياتنا.

يذكر أن سارة البوعينين فنانة وسائط رقمية درست الفنون الجميلة في "جامعة فرجينيا كومنولث" في قطر، وتستكشف في ممارستها الفنية موضوعات الهوية والانتماء والتمثيل الثقافي.

 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون