"يمينك تعينك" متطوعون يحاربون الفقر في الكويت

21 مارس 2019
منخرط في نشاطات عدة (العربي الجديد)
+ الخط -

أدى مناخ العمل الخيري الميسّر في الكويت إلى تشكل عشرات الفرق التطوعية المرخصة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. وهي فرق تقدم معونات مالية وعينية للفقراء والمحتاجين، من بينها فريق "يمينك تعينك".

قطاع العمل الخيري، وهو قطاع ميسّر بشكل كبير، في الكويت، ينقسم إلى عدة فروع، فمنها ما يرتبط بالجمعيات، ومنها ما يرتبط بالفرق التطوعية. في هذا الإطار يشرح أسامة الشطي، وهو شاب عمل في هذا القطاع طوال 10 سنوات، عن الفارق بين الفرق التطوعية والجمعيات الخيرية الضخمة المنتشرة في البلاد، لـ"العربي الجديد": "كثير من المتبرعين يفضّل التبرع للفرق التطوعية لأنّها توفر له إمكانية الخروج ومعاينة حالات الفقراء في مساكنهم، كما أنّها لا تعاني من البيروقراطية التي تعاني منها الجمعيات الخيرية التي لا تنفق أموال المتبرع بعد الحصول عليها إلّا بعد فترة طويلة جداً، والأمر سيان بالنسبة للمحتاجين، فهم يفضلون التواصل مع الفرق التطوعية لأنّ تبرعها يكون أسرع وأكثر سخاء من الجمعيات الخيرية".

إحدى هذه الفرق التطوعية التي حصلت على شهرة كبيرة في الكويت هي فرقة "يمينك تعينك" التي أسسها ناشط إنساني وعامل في المجال التطوعي يدعى جميل السبع، الذي يشرح لـ"العربي الجديد" ظروف تأسيس الفريق التطوعي والحملة الخيرية المرافقة له: "بدأت الحملة الخيرية في عام 2012، تحديداً في شهر رمضان، وكان الهدف مساعدة الأسر المتعففة والفقيرة غير القادرة على شراء حاجياتها في شهر رمضان، وهو الشهر الذي تزيد فيه النفقات عادة بسبب مصاريف المأكل والمشرب والكسوة، بالإضافة إلى موسم العيد، ما قد يضاعف من معاناة الأسر المحتاجة". يتابع: "لكنّ التفاعل الكبير من قبل المتبرعين واكتشافنا الكثير من المحتاجين في الوقت نفسه، جعل الحملة تستمر على مدار عام، وما زلنا نعمل ونساعد الأسر منذ عام 2012 حتى هذه اللحظة".




وعن السبب الحقيقي لإنشاء الفريق التطوعي، يقول جميل: "حين فكرنا بعوائق العمل الخيري في الكويت، وسبب وجود كثير من الأسر المحتاجة، بالرغم من دفع الأفراد المتبرعين، وبعض الشركات والمؤسسات، مبالغ ضخمة لصالح الجمعيات الخيرية، تبين أنّ الروتين هو العائق، فالجمعيات الخيرية تغرق في المعاملات الورقية، ويتأخر بذلك صرف الأموال للمحتاجين، خصوصاً أنّ هناك عائلات تحتاج إلى الأموال فوراً، إما لشراء احتياجات المنزل من طعام وملابس، أو لسداد رسوم المدارس للأطفال قبل انتهاء الآجال المحددة لإغلاق التسجيل، أو لاستكمال رسوم جامعة ابن من أبنائها، إذ ترفض جمعيات خيرية كثيرة دفع رسوم الجامعات بحجة أنّ الدراسة الجامعية غير مهمة". يضيف: "جاء الفريق لسد هذه الثغرة، إذ نتواصل مع الأسر المحتاجة، ثم مع المتبرع الذي يتبرع لها مباشرة، وربما يزور منزلها ويقف على حالتها، ثم يتبرع لها بعد ذلك مما يضفي على عملنا مصداقية كبيرة لأنّ المتبرع سيشاهد بعينيه نتاج تبرعاته".

بدوره، يحكي أنس الجبر، قصته مع الفريق التطوعي لـ"العربي الجديد": "انضممت إلى الفريق قبل سنوات أثناء دراستي الجامعية في الخارج، إذ عدت في الإجازة الصيفية الأخيرة وأخبرني أحد الأصدقاء عن فريق تطوعي يساعد المحتاجين. وبالفعل، قدمت طلباً للعمل معهم، وزيارة الأسر المتعففة وتوثيقها وإيصال هذه الحالات للمتبرعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن أعمل بشكل مستمر مع الحملة". يشرح أنس طبيعة عمل الفريق: "لدينا خط ساخن نتلقى فيه طلبات الأسر المحتاجة، إذ يتولى فريقنا الذهاب إلى عنوان سكن الأسرة لرصده ورصد احتياجاتها، بعدها ننشر حول الحالة في إنستغرام وتويتر، ثم نتلقى اتصالات من المتبرعين للتكفل بهذه الحالة أو تلك، وفي كثير من الأحيان يرغب المتبرعون بزيارة الأسرة المحتاجة شخصياً".

حول أكثر الفئات المحتاجة في الكويت يقول أنس: "ليس هناك كثير من الكويتيين المحتاجين، فالدولة تضمن الخدمات الأساسية والطعام والشراب والتعليم لهم، لكنّ الأسر المحتاجة في الكويت إما تكون من فئة البدون أو من الوافدين وتحديداً من الجنسية السورية، إذ فقد كثير منهم مدخراته وأملاكه في سورية بسبب الحرب، كما أنّ رسوم تجديد الإقامات ورسوم المدارس تثقل كاهل رب الأسرة فيعمد إلى إخراج أبنائه من المدرسة وإجبارهم على العمل في الشوارع. نتولى التكفل بالأسرة ومعيشتها والتكفل بدراسة الأبناء حتى يستطيعوا أن يكونوا أفراداً صالحين في المجتمع".

تهدف الحملة إلى كفالة 250 أسرة داخل الكويت سنوياً، ومنح سلة رمضانية في جميع أنواع الأغذية لأكبر عدد من الأسر، كما تهدف أيضاً إلى سداد رسوم جميع التلاميذ والطلاب الذين لا تستطيع عائلاتهم سداد رسومهم الدراسية. وبالإضافة إلى وظيفة الفريق في كونه حلقة وصل بين المتبرعين والمحتاجين، فإنّه يتعاون مع العديد من النوادي الطلابية في الجامعات الكويتية، تحديداً نوادي حقوق الإنسان التي تنظم جولات مع الفريق لمعاينة الأسر المحتاجة والوقوف على احتياجاتها.



يقول أحمد الرشيدي من جامعة الكويت، الذي قام رفقة نادي حقوق الإنسان التابع للجامعة بزيارة منطقة إسطبلات الجهراء حيث تعيش أفقر الأسر المنتمية لفئة البدون، لـ"العربي الجديد": "ساهمت الزيارة التي أجريناها بالتعاون مع فريق يمينك تعينك في زيادة التعاطف مع الفئات المستضعفة والتي لم يحالفها الحظ في الحصول على هوية وطنية، أو الحصول على تعليم جيد، أو الولادة في ظروف مناسبة، وهذا هو جوهر عمل حقوق الإنسان، أن تشعر بالآخرين بقوة حتى يمكنك أن تدافع عنهم بشكل أقوى".
دلالات