"يا حبيبي".. هبة طوجي في عباءة الرحباني مجدداً

ربيع فران

4799B026-3E78-41C5-8399-60873AE95BA6
ربيع فران
صحافي وناقد فني لبناني. من فريق صحيفة موقع العربي الجديد قسم المنوعات.
09 مايو 2014
4791E321-8A3B-4739-985D-F250222CF9E5
+ الخط -
مراهقون لم يتجاوزوا العشرين عاماً تحلّقوا حول صاحبة الصوت المختلف، هبة طوجي، وانتزعوا منها توقيعاً على ألبومها الجديد "يا حبيبي". هؤلاء تمتموا أغنياتها عن ظهر قلب، حين كانت ترافقها مقاطع من حفلات و"فيديو كليب" ملأت الشاشات المعلّقة على جدران مركز "فيرجين".

الألبوم تضمّن 15 أغنية ومقطعاً موسيقياً واحداً للأغنية العنوان، وأعاد ضمنه أسامة الرحباني توزيع أغنية "حلوة يا بلدي" للفنانة الراحلة داليدا، بصوت طوجي.

أسامة الرحباني تحدث لـ"العربي الجديد" عن الألبوم فشرح "مقدرة هبة الصوتية في اختزال هذا النوع من الأغنيات الجديدة. فهي تعبر عن حالات خاصة نعيشها كلنا اليوم، كأغنية "المرأة العربية" و"قصّة الضيعة" مروراً بـ"بيروت" والحبّ".

بدا أسامة الرحباني متفهّماً أكثر فأكثر صوت طوجي. فالمغنية التي عرفت كيف تقنعه بموهبتها، واحتلّت بطولة مسرحيتين: "عودة الفينيق" وكانت في عامها الـ19، وبعدها "دون كيشوت"، التي حظِيَت بفرصة خاصّة لدخول دائرة الرحابنة الغنائية. وإضافة إلى موهبة الصوت، درست طوجي الإخراج، فكان الربح مضاعفاً.. إذ أسهمت في إخراج "كليبين" لأغنياتها وهي في عامها الـ23. ثم نالت إضافة، إلى تألّقها في عالم الغناء، جائزة "آوت بوكس" من مهرجان الإخراج الدولي للأفلام القصيرة الذي أقيم في بيروت في 2013.

 تثبت طوجي في "يا حبيبي" أنّها قادرة على احتلال مملكة الرحباني بمفردها، والتناغم مع جيل الرحابنة الابناء لتقدّم نوعاً مختلفاً في الموسيقى والغناء. وتتحدّى بذلك نفسها وعمرها، في وقت أصبح فيه الغناء حرفة للشهرة والنجومية الاستهلاكية، أكثر منه للطرب، أو لأعمال موسيقية مختلفة تأتي من قناعة المنتج الحاضن لهذه الموهبة، أسامة الرحباني وأشقائه، خصوصاً غدي الرحباني الذي وقّع جزءاً من كلمات أغاني "يا حبيبي"، حتّى يصحّ القول إنّ العمل جاء متيناً جداً على الصعيد الموسيقي، خصوصاً لناحية التوزيع، فكيف إذا كان "التنسيق كاملاً" بينه وبين هبة، بحسب قولها لـ"العربي الجديد".

في كلّ حال لا يمكن حصر صوت هبة طوجي، مهما طال الوقت، في دائرة الرحابنة. فقد تحتاج هذه المطربة المتمرّسة مع الوقت إلى الخروج من شرنقة "الرحابنة" الذهبية، التي تصارع أيضاً على جبهات كثيرة لتثبت أنّ هناك مفهوماً آخر للموسيقى، باستطاعتها، هي أو غيرها من معاصري رحابنة أبناء منصور، الخروج إلى العلن. بدليل الكمّ الهائل من معجبي الفنّانة الملتزمة. 
لكنّ ذلك، في المقابل، لا يعفيها من الإبحار نحو مرفأ آخر وإعداد تجربة موسيقية أخرى، في الألحان والنمط الغنائي. لعلّ ذلك يفتح شهية الجمهور الآخر، البعيد عن نمط الرحباني الأبناء، وتكسب بذلك طوجي جمهوراً أكبر، لا يقتصر على هواة النوع.

المساهمون