قالت الوكالة الدولية للطاقة، الخميس، إن زيادة إمدادات النفط العالمية بعد قيام العملاقين، السعودية وروسيا، برفع الإنتاج قد تواجه ضغوطاً، مع عرقلة العمليات لدى منتجين كبار.
ورحبت الوكالة، في تقريرها لشهر يوليو/ تموز، بالاتفاق الشهر الماضي بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا على زيادة الإنتاج بهدف خفض الأسعار بعد وصولها لمستويات قياسية، مشيرة إلى توقف الإمدادات في ليبيا بعد عدد من الهجمات على البنى التحتية.
ولفتت أيضاً إلى استمرار الاضطرابات في فنزويلا وتراجع الصادرات الإيرانية عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران المبرم في 2015.
وقالت الوكالة إن "الحالات العديدة من عرقلة العمليات تذكرنا بالضغط على عرض النفط العالمي"، مضيفة أن "المشكلة ستتفاقم مع زيادة إنتاج دول الخليج في الشرق الأوسط وروسيا، ورغم الترحيب بذلك، فإنها تأتي على حساب القدرة الاحتياطية العالمية التي يمكن أن تبلغ الحد الأقصى".
ويأتي تقرير الوكالة في أعقاب استئناف ليبيا صادراتها النفطية من حقولها الشرقية، إلا أن الوكالة لا تزال قلقة إزاء المستقبل، حيث قالت "وقت إعداد التقرير، كان الوضع يبدو في تحسن، لكن لا يمكننا التأكد من عودة الاستقرار".
وأضاف التقرير "إن واقع تعرض كمية كبيرة من الإنتاج للخطر، هي مصدر قلق بالتأكيد" (زيادة إنتاج السعودية)، وما يثير القلق أيضا الاضطرابات المستمرة في فنزويلا، ما تسبب في تدهور إنتاج عملاق النفط في أميركا اللاتينية في الأسابيع الاخيرة.
وفيما لم تشعر إيران بعد بالتأثير الكامل لفرض المزيد من العقوبات الأميركية، تخشى الوكالة الدولية للطاقة من احتمال "انخفاض بأكثر من 1.2 مليون برميل يوميا الذي سجل خلال المجموعة السابقة من العقوبات".
والعراق، الذي بدوره يشهد اضطرابات مزمنة، هو أيضا لا يملك قدرة احتياطية، ما يترك الدور الأكبر في رفع إنتاج أوبك للسعودية ودولة الإمارات والكويت.
وذكرت الوكالة "لا نرى أي مؤشر على زيادة الإنتاج في أماكن أخرى من شأنه تهدئة المخاوف من ندرة في السوق".
وقررت السعودية وروسيا زيادة الإنتاج قبيل اجتماع حاسم في فيينا في حزيران/يونيو اتفقت فيه أوبك وموسكو على رفع الإنتاج لخفض الأسعار.
وقالت الوكالة "في حزيران/يونيو قام منتجان رئيسيان بزيادة الإنتاج بأكثر من 500 ألف برميل بينهما"، مضيفة أن "الزيادة الكبيرة للسعودية سمحت لها بتجاوز الولايات المتحدة وأن تحتل مجددا مركزها كثاني أكبر منتج للخام في العالم، وإذا ما نفذت عزمها على الإنتاج بوتيرة قياسية تقرب من 11 مليون برميل يوميا هذا الشهر، فإنها ستتحدى بذلك روسيا"، لكنهما لا يستطيعان وحدهما تحمل عبء الحفاظ على استقرار السوق النفطي.
وأضافت "رغم زيادة الإنتاج في حزيران/يونيو، كان إنتاج أوبك أقل بـ700 ألف برميل يوميا مقارنة بعام مضى، وإنتاج فنزويلا أقل بنحو 800 ألف برميل يوميا، وأنغولا بـ210 آلاف برميل يوميا، وليبيا بـ130 ألف برميل يوميا".
وتابعت "ومع ذلك، فإن انتاج النفط العالمي تجاوز بـ1.25 مليون ما سجله قبل عام، فيما شكلت وفرة الإنتاج الأميركي دعامة للنمو في دول خارج أوبك".
توقعات أوبك
يأتي تقرير وكالة الطاقة الدولية، في الوقت الذي توقعت فيه منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، الأربعاء، انخفاض الطلب العالمي على نفطها في العام المقبل، مع تباطؤ نمو الاستهلاك وضخ منافسيها المزيد من الإمدادات، مشيرة إلى عودة الفائض في السوق على الرغم من الاتفاق الذي تقوده المنظمة لكبح الإمدادات.
وفي أول توقعاتها لعام 2019، قالت المنظمة في تقريرها الشهري، إن العالم سيحتاج 32.18 مليون برميل يومياً من الخام من دولها الأعضاء الخمسة عشر العام القادم، بانخفاض 760 ألف برميل عن العام الحالي.
ويعني هبوط الطلب على نفط أوبك أن الضغوط ستنحسر عن منتجين مثل السعودية لتعويض أي نقص في الإمدادات مع انخفاض إنتاج فنزويلا وليبيا، وهبوط وشيك في الصادرات الإيرانية مع عودة العقوبات الأميركية.
وقالت أوبك في تقريرها "في أعقاب النمو القوي الذي رأيناه هذا العام، من المتوقع أن تشهد سوق النفط تطورات معتدلة نسبياً في 2019، مع توقعات بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي والطلب العالمي على النفط".
ومن المتوقع أن تضعف في العام القادم الوتيرة القوية للطلب على النفط، التي ساعدت أوبك في إحداث توازن في السوق. وتتوقع المنظمة أن يرتفع الطلب العالمي على الخام بمقدار 1.45 مليون برميل يومياً، انخفاضاً من 1.65 مليون برميل يومياً في 2018، وقالت إن أي زيادة يمكن تغطيتها.
وأضافت "أوبك" أنه "إذا حقق الاقتصاد العالمي أداء أفضل من المتوقع، ليرتفع نمو الطلب على الخام، ستواصل أوبك الضخ بكميات كافية لدعم استقرار سوق النفط".
(فرانس برس، العربي الجديد)