"واشنطن بوست": صور تكشف بناء السعودية مصنعاً لإنتاج الصواريخ الباليستية

24 يناير 2019
مخاوف من سباق التسلح في المنطقة (Getty)
+ الخط -
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اليوم الخميس، أن صوراً عبر الأقمار الصناعية أظهرت بناء السعودية أول مصنع لإنتاج الصواريخ الباليستية، وذلك بحسب خبراء أسلحة ومحللين للصور، وهو تطور يثير أسئلة كثيرة حول الطموحات العسكرية والنووية المتزايدة للمملكة في عهد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ويسمح المصنع، الموجود في قاعدة الوطح الصاروخية، جنوب غربي الرياض، إذا تمّ تشغيله، للسعودية بتصنيع صواريخها الباليستية، ما يعزز المخاوف من سباق التسلح في المنطقة بمواجهة خصم الرياض الإقليمي، إيران.

ولا تملك السعودية حالياً أسلحة نووية، ولذلك فإن أي صواريخ منتجة في المصنع المذكور والظاهر ستكون على الأرجح تقليدية، لكن منشأةً لتصنيع الصواريخ ستكون مكوناً أساسياً لأي برنامج سعودي محتمل لتصنيع أسلحة نووية، مع الأخذ نظرياً بقدرة المملكة على إنتاج نظم التوصيل الأفضل للرؤوس الحربية النووية.

وقال الخبير في السلاح النووي في معهد "ميدلبيري للدراسات" جيفري لويس، إن "احتمال قيام السعودية بتصنيع صواريخ أكثر تقدماً والسعي لإنتاج أسلحة نووية، نحن نعتقد أنه لن يكون بوسعهم ذلك. ولكننا قد نكون نقلل من شأن طموحهم وقدراتهم".

وأكد الخبيران في صناعة الصواريخ، مايكل إيلمان وجوزيف برموديز، لـ"واشنطن بوست"، أن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية تظهر منشأة اختبار وإنتاج محرك صواريخ، ربما باستخدام الوقود الصلب.

وليس واضحاً، بحسب الصحيفة، من الصور ما إذا كانت المنشأة قد اكتمل بناؤها، أو ما إذا كانت عملياً قادرة على تصنيع الصواريخ. رغم ذلك، فإن المجمع، الذي بدأ بناؤه عام 2013 عندما كان الملك السعودي الحالي سلمان بن عبد العزيز وزيراً للدفاع، يسلط الضوء على نية المملكة تصنيع صواريخها المتقدمة بنفسها، بعد سنوات من السعي لاستيرادها من الخارج وبنجاح في بعض الأحيان.

وتأتي المعلومات عن وجود هذه المنشأة، في وقت يشكل نقطة فارقة في تاريخ العلاقات الدولية للممكلة. فقد اعتمدت السعودية مقاربة أكثر اندفاعاً في ما يتعلق بقوتها العسكرية في عهد محمد بن سلمان، الذي حذر العام الماضي خلال مقابلة مع برنامج "ستون دقيقة" على قناة "سي بي أس"، من أن بلاده ستطور قنبلة نووية إذا ذهبت إيران باتجاه ذلك.

وتلاحق السعودية صفقة لبناء منشأة نووية مع الولايات المتحدة، والتي ستتضمن السماح لها بإنتاج الوقود النووي.

وأثار إصرار المملكة على إنتاج الوقود النووي محلياً قلق مسؤولين أميركيين من أنها تريد المشروع النووي ليس فقط للاستخدام المدني بل لأغراض حربية.

وأدت جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى تشدد موقف أعضاءٍ في الكونغرس الأميركي من "الصفقة النووية" المحتملة مع السعودية.

وستسمح المنشأة لصناعة الصواريخ الباليستية للسعودية ببدء التقارب في المستوى مع ذلك الذي طورته إيران خلال السنوات الماضية في القطاع ذاته.


وخرج وجود قاعدة صاروخية استراتيجية في "الوطح" إلى العلن في منتصف عام 2013، بعدما نشرت الأسبوعية الدفاعية "جاين" صوراً من الأقمار الصناعية للمنشأة، التي أثيرت شكوك في حينها عن إيوائها صواريخ باليستية تمّ شراؤها من الصين. لكن الخبير لويس وزملاء له أكدوا أنها "ليست منشأة صاروخية فقط" لدى مشاهدتهم الصور الجديدة.