"هيومن رايتس ووتش": العزلة المفروضة على بوعشرين قاسية وغير مبررة

12 ابريل 2019
بوعشرين محتجز منذ فبراير/شباط عام 2018 (فاضل سنّا/فرانس برس)
+ الخط -

قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الخميس، إن "نظام العزلة القاسي المفروض على توفيق بوعشرين غير مبرر ويجب رفعه"، علماً أن محكمة ابتدائية حكمت على الصحافي المغربي الذي يدير صحيفة "أخيار اليوم" بـ 12 عاماً سجناً، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وكان بوعشرين أدين بالاستغلال الجنسي المشدد إثر محاكمة اعتبر البعض، وبينهم فريق العمل الأممي المعني بالاحتجاز التعسفي، أن انتهاكات عدة للإجراءات القانونية الواجبة تخللتها.

وأفادت "هيومن رايتس ووتش" بأن السلطات لم تسمح لبوعشرين بلقاء السجناء الآخرين وتبادل الحديث مع موظفي سجن "عين البرجة" في الدار البيضاء حيث يحتجز منذ فبراير/شباط عام 2018. واعتبرت هذا الإجراء "قاسيا ولا إنسانياً بموجب قواعد الأمم المتحدة".

وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش" سارة ليا ويتسن: "مهما كانت الجريمة المزعومة، لكل مُحتجز الحق في معاملة إنسانية. نظام العزلة القاسي المفروض على توفيق بوعشرين غير مبرر ويجب رفعه".

وأضافت ويتسن: "الفرق شاسع بين منح سجين زنزانة فردية وعزله عن أي اتصال بشري حقيقي. يمكن أن يكون الأول فعلاً إنسانياً، لكن الأخير إجراء غير إنساني".


وأشارت المنظمة إلى "المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان"، وهي هيئة رسمية، ردّت على استفسارها بشأن عزلة بوعشرين، في 29 مارس/آذار الماضي، بتعداد الامتيازات التي يحظى بها في السجن، منها حصوله على تلفزيون وراديو والصحف اليومية، والاستحمام بالماء الساخن، وخدمة البريد.

وقالت المندوبية إن بوعشرين "طلب الاختلاط مع باقي السجناء، وحين طُلب منه جمع أغراضه والانتقال إلى الغرفة الجماعية، رفض وفضل البقاء بغرفته". ولم ترد المندوبية على سؤال حول نظام العزلة الذي تفرضه إدارة السجن على بوعشرين.

تجدر الإشارة إلى أن السلطات المغربية تسمح لبوعشرين بزيارة عائلية أسبوعية مدتها 45 دقيقة، وبزيارة محاميه، وبمكالمتين هاتفيتين لخمس دقائق أسبوعياً. لكنها لا تسمح له بلقاء السجناء الآخرين، وأعطيت تعليمات للحراس بعدم التحدث إليه.

وقد طلب بوعشرين زنزانة فردية، ومُنحت له بدلا من زنزانة مُشتركة، لكنه يصرّ على أنه لم يطلب ولم يوافق إطلاقاً على نظام لا يسمح له بلقاء المعتقلين الآخرين ويحظر على الحراس الحديث معه، وفق ما قالت زوجته، أسماء مساوي، لـ "هيومن رايتس ووتش".

وقالت مساوي لـ "هيومن رايتس ووتش" إنها قلقة إزاء إشارات فقدان الذاكرة التي قالت إنها لمستها خلال تفاعلها مع زوجها في الأسابيع الماضية.

المساهمون