واعتمدت المنظمة، في تقرير جديد لها، أصدرته خلال مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، على مصادر عدّة؛ من بينها تحليل صور الأقمار الصناعية وعشرات من مقاطع الفيديو، إضافة إلى مقابلات مع سكان ناجين من تلك العمليات وأطباء في الأردن ودول الجوار يعالجون الجرحى السوريين القادمين من المناطق المتضررة.
وأشارت المنظمة، إلى أن "أكثر من 450 موقعاً في 10 مدن وقرى في محافظة درعا، وأكثر من ألف موقع في محافظة حلب، تعرضت لأضرار متفاوتة نتيجة استخدام ذخائر ألقيت عبر مروحيات هوائية من الجو، بما في ذلك البراميل المتفجرة وقنابل تقليدية".
ووجّه نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، نديم خوري، انتقادات لاذعة لمجلس الأمن، قائلاً "لم يتمكن مجلس الأمن حتى الآن من تطبيق قراره، ويطالب جميع الأطراف في سورية بالتوقف عن استخدام البراميل المتفجرة والأسلحة العشوائية في المناطق السكانية".
بدوره، طالب مدير قسم الأمم المتحدة في المنظمة، فيليب بولوبيون؛ مجلس الأمن بفرض حظر للأسلحة "على الحكومة السورية ومجموعات المعارضة المسلحة، تلك المتورطة في هجمات عشوائية مسلحة على نطاق واسع".
وأضاف أن "الحكومة السورية تقوم بقصف المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة بالبراميل المتفجرة من المروحيات، ثم تقوم تلك المروحيات بإلقاء البراميل المتفجرة على مناطق مختلفة، بما فيها أسواق ومستشفيات ومساجد وغيرها من الأماكن التي لا يوجد بقربها أي أهداف عسكرية واضحة"، مؤكّداً أن "الحكومة هي التي تقوم باستخدام هذه البراميل المتفجرة، لأن المعارضة لا تملك المروحيات الهوائية".
من جهتها، أكّدت الباحثة في المنظمة، لمى الفقيه، لـ"العربي الجديد"، انطلاقاً من مشاهداتها الميدانية، أن "استخدام البراميل المتفجرة يترك آثاراً مدمرة على الأرض وحياة المدنيين، وأدى إلى نزوح أعداد هائلة من السوريين".
وناشدت "هيومان رايتس ووتش"، بفرض حظر على سفر الأشخاص المتورطين في ارتكاب انتهاكات خطيرة، وتجميد حساباتهم المصرفية، وإحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية.
وطالبت كذلك الدول الغربية بأن "تكثف من ضغطها على روسيا والصين، للكف عن عرقلة أي تحرك دولي للحد من الجرائم المروعة التي ترتكبها الحكومة السورية".
ومن المنتظر أن يناقش مجلس الأمن، في 26 فبراير/شباط الجاري، الملف السوري وما آل إليه تطبيق قرارات المجلس في هذا الشأن حتى الآن.
اقرأ أيضاً: مليونا قتيل وجريح منذ انطلاق الثورة السورية