"هيومن رايتس" تنتقد أفغانستان بسبب عمالة الأطفال

14 يوليو 2016
يعملون في الطوب لساعات طويلة (ماجد سعيدي/ Getty)
+ الخط -

دانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عمالة الأطفال الأفغان في قطاعات تشكل خطرا على صحتهم ونموهم، كالتعدين والطوب والسجاد، مشيرة إلى أنهم يدمّرون بذلك صحتهم ويعرضون أنفسهم في بعض الأحيان للخطر في مهن يحظرها القانون نظريا ولا تتحكم فيها السلطات بشكل كاف.

وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان التي تتخذ من نيويورك مقرا، في تقرير نشر الخميس بعنوان "يتحملون كل الآلام: العمل الخطير للأطفال في أفغانستان"، إنه بالإضافة إلى ظروف العمل الخطرة التي تتسبب في إصابات كثيرة، فإن نصف الأطفال العاملين يضطرون إلى ترك المدرسة.

ما لا يقل عن ربع الأطفال الأفغان الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 سنة يعملون من أجل لقمة العيش أو لمساعدة أسرهم، ويعملون في المهن التي يمكن أن تؤدي إلى المرض أو الإصابة، أو حتى الموت بسبب ظروف العمل الخطرة وضعف معايير السلامة والصحة.

رحيم الله، 15 (عاما)، واحد من الأطفال الذين سلب العمل طفولتهم، يشتغل في صنع الطوب لمدة خمس سنوات رفقة والده وشقيقه الأكبر سنا (18 عاما) وأشقائه الأصغر سنا. يبدؤون العمل في وقت باكر ولا ينتهون إلا بحلول الظلام.

يقول رحيم " كل فرد من أفراد الأسرة يعمل، كما يعمل إخوتي الصغار عندما يبلغون سن الخامسة، لا نقوم بشيء واحد، بل إن هناك الكثير من الأشياء للقيام بها من الطوب، مسح الأرض".

مثل رحيم الله، كثير من الأطفال الأفغان يعملون لساعات طويلة في الحالات التي تتطلب جهدا بدنيا.

وكانت اللجنة الأفغانية المستقلة خلصت، في مسح سنة أجرته 2013، إلى أن 29 في المائة من الأطفال العاملين ألحقوا ضررا بصحتهم وتعرضوا لإصابات جسدية، فضلا عن أضرار نفسية، نتيجة المهن الشاقة التي يزاولونها والتي لا يقوى جسدهم الصغير على تحملها.

حضرة حسين، 10 سنوات، يحمل الطوب على متن شاحنة، وهو لا يذهب إلى المدرسة، ويعمل جنبا إلى جنب مع شقيقيه في سن المراهقة في صنع الطوب خارج كابول.

وقال مسؤول عن أحد أفران الطوب في كابول لمعدي التقرير، إنّ "الأطفال يعملون هنا بدءا من (عمر) 10 سنوات، أحيانا 8 سنوات، إلى حين بلوغهم 15 أو 16 عاما. هم يستيقظون عند الثالثة فجرا ويواصلون العمل حتى المساء، ويشكون من الألم، لكن ماذا يمكنهم أن يفعلوا؟ إنهم هنا لكسب لقمة العيش".

ونقلت هيومن رايتس ووتش أيضا، عن صبي يبلغ 13 عاما قوله "لقد قطعت أصابعي بفعل الحواف الحادة للمعدن، وأصبت بضربات المطرقة. وقد علقت أصابعي أيضا بآلة القطع".

"علقت أصابعي بآلة القطع" (Getty)


وأوضح أحمد شجاع، ممثل هيومن رايتس ووتش في كابول، أنه "وفقا للتشريع الأفغاني، يمكن للأطفال ما بين 15 و17 عاما العمل، إذا كانت الوظيفة لا تنطوي على خطر، وتمثل نوعا من التعليم، ولا تتخطى الـ35 ساعة في الأسبوع".

وأضاف "من المفترض ألا يعمل أحد قبل سن 14 عاما، والحكومة نشرت أيضا لائحة بالأعمال التي تعتبر خطيرة للأطفال من كل الأعمار".

لكن المنظمة أقرت بأن "الفقر المدقع" يؤدي إلى عمالة الأطفال في أفغانستان التي تعتبر إحدى أفقر البلدان في العالم، حيث يتفشى "النقص في الأراضي، والأمية، وارتفاع معدل البطالة (40 بالمائة مطلع 2016) والنزاع المسلح المستمر في معظم أنحاء البلاد".

كما يمثل نقص الموارد عاملا هاما في استمرار عمل الأطفال في الصناعات الخطرة، فقد فشلت الحكومة الأفغانية أيضا في تنفيذ قوانين العمل وتنزيل العقوبات على المخالفين، ووضع استراتيجية لإنهاء ظروف العمل الاستغلالية.

إزاء هذا، حمّل التقرير الحكومة الأفغانية مسؤولية "عدم فرض حظر عمالة الأطفال في القطاعات الخطيرة"، وأنها "توقفت عن جهودها لإعادة النظر في قانون العمل لجعله يتماشى مع المعايير الدولية".

وخلص تقرير المنظمة إلى أن "القضاء على عمالة الأطفال في أفغانستان ليس ممكنا طالما أن هناك فقرا مدقعا، لكن الحكومة والجهات المانحة يمكنهما اتخاذ تدابير لحماية الأطفال (العاملين) في ظروف خطرة أو غير صحية" من خلال زيادة عدد المفتشين في حقل العمل ووضع معايير وأنظمة مناسبة.