"هنا الجزائر حرّة": الإذاعة السرية ضد المستعمر

14 ديسمبر 2017
(تشغيل إذاعة الجزائر في خمسينيات القرن الماضي)
+ الخط -
"هنا إذاعة الجزائر حرة مكافحة.. صوت جيش التحرير وجبهة التحرير الوطني يخاطبكم من قلب الجزائر"، بهذه العبارات افتتحت أول إذاعة سرية للثورة الجزائرية في السادس عشر من كانون الأول/ ديسمبر عام 1956 من مدينة الناظور في المغرب.

عند الثانية من بعد ظهر السبت المقبل، يقام احتفال بالذكرى الحادية والستين على إنشائها في "المركز الثقافي عيسى مسعودي" في الجزائر العاصمة، يتضمّن معرضاً لأرشيف وعتاد وأجهزة اتصالات كانت تستعمل إبان حرب التحرير (1954 – 1962).

كما يكرّم المنظّمون محمد عيسى مسعودي (1931 – 1994)، الذي كان أوّل معلّق جزائري بدأ عمله من إذاعات تبثّ من مصر وتونس والمغرب مقدّماً برنامج "صوت الجزائر العربية"، ثم التحق بجهاز اللاسلكي في جيش التحرير وساهم في تأسيس الإذاعة السرية قرب الحدود المغربية ليصبح رئيس تحريرها.

كانت توضع أجهزة الإرسال في شاحنة تتحرّك باستمرار على طول الحدود الجزائرية المغربية، حتى تتمكّن من تضليل استخبارات الاستعمار الفرنسي، وكانت برامجها تبّث بنفس التوقيت على إذاعات عربية وأفريقية من بغداد ودمشق والخرطوم والأردن وطرابلس والرباط والقاهرة وبكين وأكرا وكونكاري.

الإذاعة كانت تعمل ساعتين يومياً على الموجات القصيرة، وتقسّم برامجها إلى ساعة كاملة باللغة العربية تذاع من خلالها أخبار عسكرية ميدانية وسياسية كانت تصل عبر الشبكات الموزّعة في الجزائر والبلدان المحيطة، وتعليق بالفصحى وآخر بالدارجة الجزائرية، إلى جانب برامج باللغتين الأمازيغية والفرنسية.

"كلمة اليوم" هو البرنامج الأبرز على أثيرها، وهو افتتاحية سياسية تعلّق على بعض الأحداث أو قرارات الأمم المتحدة ومواقف الدول العربية منها، وتتوالى البرامج التاريخية التي ترتبط بفترة زمنية معينة أو تحكي قصة زعيم من الزعماء القدامى للمغرب العربي.

اشتغل فيها عدد من الإعلاميين الذي انتقلوا ليؤسسوا صحفاً وإذاعات بعد الاستقلال؛ من بينهم: محمد السوفي، وعبد المجيد مزيان، وزهير إحدادن، والهاشمي تجيني، ورضي بن الشيخ الحسين، وخالد سفير، ومداني حواس، وعبد القادر حساني، وعبد العزيز شكيري، وموسي سدار، وعلي قزاز، وعمر تريحي، وعبد الكريم حسيني.

على هامش الاحتفالية، يعرض فيلم وثائقي عن تأسيس الإذاعة السرية وأغانٍ وطنية كانت تقدّم في تلك المرحلة، ومحاضرة حول تجربتها يلقيها لمين بشيش.

المساهمون