نبيل عناني وسليمان منصور وتيسير بركات وفيرا تماري فنانون فلسطينيون صاغت الهوية المشتركة أعمالهم، وألهمهم التراث الفلسطيني بعشرات اللوحات، الأمر الذي يفرضه على الفنان الاحتلال الذي يجعل من أي مبدع في أي حقل، حاملاً قضية شعبه وأرضه وواجباً عليه أن يعبر عن هويته التي تتعرض إلى الطمس والاجتياح ويستولى على عناصرها يوماً بعد يوم.
حول "هموم الهوية"، يحاضر هؤلاء الفنانون في "دار النمر للفن والثقافة" بيروت، وبتنظيم مشترك مع "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، عند الخامسة من مساء الثلاثاء المقبل، إلى جانب افتتاح معرض جماعي يضم أعمالهم ويتواصل حتى 11 أيار/ مايو المقبل.
يعد هؤلاء الفنانون الأربعة من مؤسسي حركة الفن الحديث في فلسطين، وهم أعضاء في "رابطة الفنانين الفلسطينيين"، وفي هذا السياق سيقدمون ندوة حول حركة الفن الفلسطيني الحديث.
يتطرق عناني إلى تطورها وتأثيرها، بينما يتحدث منصور عن الفن ودور المؤسسات، ويتناول بركات مجموعة "الرؤى الجديدة" وهي مجموعة تبنت استخدام مواد مستمدة من البيئة الفلسطينية احتجاجاً على استمرار الاحتلال الإسرائيلي، في حين تتحدث تماري عن التحديات المعاصرة التي تواجهها الحركة.
نبيل عناني (اللطرون 1943) درس في كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية عام 1969، وحصل على درجة الماجستير من قسم الآثار الإسلامية بجامعة القدس عام 1998، وهو عضو مؤسس لرابطة الفنانين التشكيلين الفلسطينيين عام 1975، وشارك في تأليف كتاب "الأزياء الشعبية الفلسطينية" ودليل "فن التطريز الفلسطيني".
أما سليمان منصور (بيرزيت 1947)، فعبرت أعماله بشكل كبير عن فكرة الصمود، وقد وصفته التشكيليلة سامية حلبي بأنه جزء من حركة تحرير الفن. في عام 1988 رسم منصور سلسلة لوحات عن القرى الفلسطينية المهجرة. يستخدم الفنان عادة خامات من البيئة الفلسطينية مثل الطين والخشب والفخار والحناء والخيش لرسم لوحاته، وهو صاحب اللوحة الشهيرة "جمل المحامل" التي رسمها في منتصف السبعينيات.
بالنسبة إلى تيسير بركات (مخيم جباليا/غزة 1959)، فهو حاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة من الإسكندرية عام 1983، وعضو في رابطة الفنانيين الفلسطينيين منذ عام 1984، وقد تخصص في التصوير وكثيراً ما تظهر طفولته في المخيم في أعماله.
أما فيرا تماري (القدس 1945) فدرست في كلية الفنون الجميلة في بيروت بين 1962 و1966، واستكملت صقل مواهبها المنحازة لفن الخزف في مدينة فلورنسا الإيطالية.
تابعت تماري دراساتها العليا في جامعة أكسفورد البريطانية، وحصلت على ماجستير في فلسفة الفن والعمارة الإسلامية عام 1984. تعيش في مدينة رام الله، وتُدير محترفاً خاصاً بفنون الخزف في منطقة البيرة.