في الوقت الذي هاجمت فيه وسائل الإعلام المحسوبة على اليمين الإسرائيلي الاتحاد الأوروبي بسبب مستوى تمثيله المنخفض في مؤتمر "وارسو"، توقعت صحيفة "هآرتس" أن يفضي المؤتمر تحديداً إلى تعزيز مكانة إيران بدل إضعافها.
وفي تحليل نشرته الصحيفة العبرية، في عددها الصادر اليوم الخميس، قال تسفي بارئيل، معلق الشؤون العربية، إنّ "الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسهم، من حيث لم يخطط، في خدمة المصالح الإيرانية، عبر تنظيم مؤتمر وارسو".
وأضاف بارئيل أن "تنظيم المؤتمر أفضى إلى تدشين كتلة أوروبية روسية صينية تجاهر بسعيها لإحباط منظومة العقوبات التي بادرت الولايات المتحدة إلى فرضها، في أعقاب إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي".
ولفت إلى أن المؤتمر سيفضي، في أحسن الحالات، إلى تعزيز العلاقة بين إسرائيل والدول العربية، مستبعداً أن ينجم عنه تحالف لمواجهة طهران.
بدورها، هاجمت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية، المقرّبة من ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بشدة، الاتحاد الأوروبي، بسبب تغيّب وزيري خارجية ألمانيا هيكو ماس، وفرنسا جان إيف لو دريان، ومفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني.
وفي تعليق نشرته، اليوم، قال موفدها إلى المؤتمر، أرئيل كهانا، إنّ "تغيّب وزيري خارجية فرنسا وألمانيا وموغريني ليس مستهجنا، على اعتبار أنهم يعملون من أجل تحقيق أهداف مناقضة لأهداف المؤتمر، من خلال عملهم على إفشال نظام العقوبات على إيران".
ورأى كهانا أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هدف، من خلال عقد المؤتمر في "وارسو"، إلى إضعاف الاتحاد الأوروبي وليس فقط إيران.
وأشار إلى أن بومبيو يستخدم استراتيجية "فرّق تسُد"، عبر حرصه على توظيف الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى "التباين الكبير بين دول أوروبا الشرقية بزعامة بولندا في الاتحاد والدول الرئيسة فيه، تحديدا فرنسا وألمانيا".
وادعى أن بولندا ودول أوروبا الشرقية تحاول أن تمثل ثقلاً موازياً لكل من ألمانيا وفرنسا في الاتحاد الأوروبي، معتبراً أن "بومبيو هدف من خلال عقد المؤتمر في وارسو إلى تعزيز مكانة بولندا".
إلى ذلك، أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماماً خاصاً بجلوس نتنياهو إلى جوار وزير خارجية اليمن، خالد اليماني، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر وارسو.