وبحسب الصحيفة فقد تم سجن وليد فتيحي، وهو طبيب تدرب بجامعة هارفارد، في الفندق وتعرض للصفع، وكان معصوب العينين وجرّد من ملابسه الداخلية وصُعق بالكهرباء في جلسة تعذيب واحدة استمرت لمدة ساعة تقريباً.
وقال صديق الطبيب الذي تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته لتجنب الانتقام إن معذبيه يجلدون ظهره بشدة، لدرجة أنه لا يستطيع النوم لأيام عدة. وقد وصف الطبيب الإساءات الجسدية لأقاربه.
واعتُقل فتيحي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 في ما وصف بأنه حملة قمع ضد الفساد، ولا يزال محتجزاً من دون أي تهم علنية أو محاكمة. واحتُجز نحو 200 من السعوديين البارزين معه، وهو واحد من العشرات الذين ما زالوا في السجن.
وفي الأثناء يكثف الأصدقاء الأميركيون للدكتور فتيحي حملة للضغط على واشنطن لتتولّى قضيته. ويقولون إن صمت إدارة ترامب العلني حول سجنه يتناقض مع التفاخر المتكرر لترامب حول جهوده الناجحة لإخراج المواطنين الأميركيين المحتجزين في الخارج.
وقالت آية حجازي، وهي مصرية أميركية استقبلها ترامب بعد إطلاق سراحها من سجون النظام بمصر إن "عدم جعل وليد فتيحي من الأولويات سيبعث برسالة مفادها أن أميركا ليست في المقام الأول (بالنسبة لترامب) بل الصفقات المالية والبترول هما بالمقام الأول".
محامي الدكتور فتيحي، هاوارد م. كوبر، قال في خطاب إلى وزارة الخارجية في يناير/كانون الثاني إن فتيحي أشار لزوجته وعائلته إلى أنه "يخاف على حياته"، ورفض ممثل وزارة الخارجية التعليق على القضية، مشيرا إلى اعتبارات الخصوصية.
نفى مسؤولون سعوديون أي سوء معاملة للمحتجزين. وقال متحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن إن المملكة وقعت على اتفاقية مناهضة التعذيب وتحظر استخدامه.
وقال المتحدث إن "المملكة العربية السعودية تتخذ جميع ادعاءات سوء المعاملة للمتهمين الذين ينتظرون المحاكمة أو السجناء الذين يقضون عقوباتهم بجدية بالغة".
حصل الدكتور فتيحي على جنسيته الأميركية أثناء دراسته وممارسة الطب في الولايات المتحدة، حيث يعيش أحد أبنائه. وبعد عودته إلى المملكة العربية السعودية أسس مستشفى خاصا في جدة وأصبح معروفًا كمتحدث تحفيزي.
سبب احتجازه غير واضح. لكن الصديق الذي نقل تقرير الدكتور فتيحي عن معاملته قال إنه تم استجوابه في المقام الأول عن قريب له بالزواج كان قد اعتُقل هو أيضاً، وهو عادل فقيه، أحد كبار مساعدي ولي العهد. ويعتقد الدكتور فتيحي أن المحققين كانوا يبحثون عن أدلة ضد السيد فقيه، على حد قول الصديق.
أعلنت المملكة العربية السعودية، التي أعلنت نهاية حملة تطهير الفساد في نهاية كانون الثاني (يناير)، أن 64 شخصاً ما زالوا محتجزين لمحاكمتهم بتهم جنائية جديدة أو سابقة. ويقول أصدقاؤه إنهم يعتقدون أن الدكتور فتيحي من بينهم.