"نيويورك تايمز": أزمة اللاجئين ليست مشكلة أوروبا وحدها

06 سبتمبر 2015
لاجئون تمكنوا أخيراً من الوصول إلى ألمانيا (الأناضول)
+ الخط -

تحت عنوان "أزمة اللاجئين ليست مشكلة أوروبية"، كتب الكندي مايكل ايجناتييف مقالة في صحيفة "نيويورك تايمز"، حمّل فيها دول العالم قاطبة المسؤولية عن أزمة اللاجئين السوريين، وأوضح ايجناتييف أن القيم المعنية بحقوق الإنسان وحماية اللاجئين باتت اليوم على المحك، في خضم المعاناة التي يتعرض لها اللاجئون السوريون.

وكتب ايجناتييف "أدت الحرب الأهلية السورية إلى جعل ما يزيد عن أربعة ملايين سوري في عداد اللاجئين. الولايات المتحدة الأميركية استضافت ما يقارب 1500 منهم". وأضاف متسائلا "الولايات المتحدة وحلفاؤها في حرب مع الدولة الإسلامية، والذي يتفق الجميع على أنها تمثل تهديدا، لكن ألا نتحمل مسؤولية تجاه اللاجئين الهاربين من القتال؟ إذا كنا نسلح الثوار السوريين، ألا يجب علينا أيضا أن نساعد الناس الهاربين من القتال؟".


واستطرد الكاتب قائلا "ليست الولايات المتحدة وحدها من يستمر في التعاطي مع نكبة اللاجئين باعتبارها مشكلة أوروبية. انظر إلى دولة تفتخر بأنها أصبحت جنة للمشردين، كندا.. استضافات عددا ضئيلا لا يزيد عن 1074 لاجئا... بينما استضافات أستراليا ما يزيد عن 2200 سوري، والبرازيل أقل من 2000".

وأضاف ايجناتييف "الأسوأ هي الدول النفطية. بحسب آخر إحصائيات منظمة العفو الدولية، كم عدد السوريين اللاجئين الذين تمت استضافتهم في دول الخليج والسعودية؟ صفر. العديد من هذه الدول تورّد السلاح إلى سورية لسنوات، لكن ماذا فعلت من أجل إيواء أربعة ملايين إنسان يحاولون الهرب؟ لا شيء".

"لكن اليوم، قرر اللاجئون ما يجب فعله، فإذا تقاعس المجتمع الدولي عن مساعدتهم، وإذا لم تقم روسيا أو الولايات المتحدة بإيجاد نهاية للحرب هناك، فاللاجئون لن ينتظروا طويلا في مكانهم، بل سيأتون إلينا، وبعدها سنندهش؟!".

كما أكد ايجناتييف أن مسؤولية اللاجئين ليست مسؤولية دول فقط، بل يجب على "الكنائس والمساجد ومؤسسات المجتمع والعائلات، أن يوافقوا على تمويل اللاجئين ومساعدتهم في الاستقرار"، مشيرا إلى أن "أغلب القادة لن يقوموا بأي شيء حيال اللاجئين، لأن أحدا في دولهم لا يضغط عليهم في هذا الاتجاه. اليوم نشكر الصورة الفوتوغرافية المؤلمة التي تصور معاناة اللاجئين، ونتمنى أن تتنامى الضغوطات بفعلها على القادة حول العالم".

وختم ايجناتييف بقوله: "أغلب السوريين، الذين يخيمون في الشارع خارج محطة بودابست للقطارات، يفكرون في كل خطاباتنا حول حقوق الإنسان وحماية اللاجئين، وإذا فشلنا، مرة أخرى، في أن نريهم هذه القيم، فسوف نصنع جيلا يحمل في قلبه كراهية مستمرة لنا".

واقترح الكاتب أن تستضيف الولايات المتحدة 25 ألف لاجئ، بدلا من إعلانها الاستعداد لاستضافة أقل من 8 آلاف سوري.

اقرأ أيضا: حَوَل أوروبي

المساهمون