"نيويورك تايمز": "إف.بي.آي" حقق بارتباطات مستشار سابق لترامب مع مصر

30 مايو 2020
فارس كان مستشار ترامب لشؤون السياسة الخارجية (صامويل كوروم/الأناضول)
+ الخط -
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" وكذا المحقق الخاص السابق، روبرت مولر، أخضعا وليد فارس، المستشار الخاص للحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، للتحقيق لمعرفة إن كان قد اشتغل سراً لفائدة حكومة مصر تحت رئاسة عبد الفتاح السيسي، وذلك للتأثير على الإدارة الأميركية في أوج الحملة الانتخابية قبل ظفر ترامب بالمنصب الرئاسي.

ويعتبر وليد فارس، من أصل لبناني، شخصية مثيرة للجدل، عرفت بعدائها للإسلاميين في الأوساط السياسية، وعمل في السابق مستشارا بالكونغرس الأميركي لشؤون الأقليات، قبل أن يقرر ترامب ضمه إلى حملته الانتخابية ليكون كبير مستشاريه لشؤون السياسة الخارجية، بعد توالي الانتقادات له آنذاك بسبب افتقاره لأي خبرة بالعلاقات الدولية.
وبخصوص التحقيق الذي أجراه روبرت مولر بشأن التدخل الروسي المحتمل بالانتخابات الأميركية، أوضحت "نيويورك تايمز" أن فارس كان من بين خمسة مسؤولين بحملة ترامب الانتخابية جرى التحقيق معهم لمعرفة الارتباطات التي تجمعهم بدول أجنبية، موضحة أن القرار بإخضاع فارس للتحقيق جاء بناء على معلومات جد سرية، بحسب مصادر الصحيفة، التي أشارت كذلك إلى أن المحققين فحصوا الأمر لأشهر، لكنه في نهاية المطاف لم يتم تقديم أي اتهامات.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أنه رغم كون مهمة مولر تمثلت في التحقيق بحقيقة وجود أي مناورات سرية لروسيا للتأثير على نتائج الانتخابات الأميركية، وما إذا كان مساعدو ترامب قد تآمروا معها، إلا أن العديد من مستشاري ترامب خلال حملته الانتخابية، والفريق الذي عمل معه خلال فترة انتقال السلطة بالبيت الأبيض، أثاروا مخاوف لدى مكتب التحقيقات الفدرالي بسبب علاقاتهم مع دول أجنبية وإمكانية لجوء حكومات أجنبية لخدماتهم لتمرير أجنداتها.
وورد في مقال الصحيفة كذلك أن وزير الخارجية الحالي، مايك بومبيو، تم إخطاره بالتحقيق بصفته آنذاك مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، مما يشير إلى أن الوكالة ربما حصلت على معلومات من مصدر مصري عزز تحقيق "إف بي آي".


من جانب آخر، ذكرت "نيويورك تايمز" أن إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، كانت توجه باستمرار الانتقادات للحكومة المصرية، متهمة نظام عبد الفتاح السيسي بممارسة القتل خارج إطار القانون وتنفيذ الاعتقالات السياسية لقمع حرية التعبير بعد وصول السيسي للحكم إثر انقلابه العسكري.
وأكدت الصحيفة أن إقامة علاقات جديدة مع ترامب، الذي بدا أقل انشغالا بسجل حقوق الإنسان بمصر، كان بلا شك سيستفيد منها السيسي على المستويين السياسي والعسكري.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن فريق المحققين العامل مع المحقق الخاص السابق روبرت مولر استمع إلى شهادة سام كلوفيس، وهو مسؤول آخر في حملة ترامب، الذي أقر بأن فارس كانت لديه اتصالات رفيعة المستوى مع الحكومة المصرية وبالأخص مع نائب وزير التعليم.

ونقلت الصحيفة أن فارس قال لكلوفيس إن لديه أصدقاء يمكنهم التوسط في عقد اجتماعات بين الحملة والحكومة المصرية، لكن كلوفيس رفض هذه الفكرة.