تُجاهد الشركات التكنولوجية الكبرى لإطلاق هواتف ذكية بمزايا متطورة وثورية لجذب أكبر عدد من المستخدمين والزبائن. فيلجأ بعضها لتفعيل دور الكاميرا عبر إضافة مزيد من العدسات لصور أفضل وبجودة أكبر، في حين أنّ أخرى تطوّر في سرعة الهاتف وقوة بطاريته.
لكن لنوكيا سياسة مختلفة وجريئة. وقد ترجم ذلك في هاتفها الأحدث والأقدم على حد سواء. فقد طرحت شركة "نوكيا" مؤخراً هاتفها الشهير "نوكيا 3310" ولكن بحلّة جديدة ومطوّرة عن النموذج الأصلي القديم. التصميم جاء مشابهاً جداً لخلفه القديم ولكن بسماكة أقل وهيكل أملس. ألوان الهاتف صفراء، حمراء ورمادية إلى جانب اللون الأساسي القديم وهو الكحلي.
يتميّز الهاتف بنحافة هيكله، شاشته الملوّنة وبطاريته التي يمكنها الصمود لمدة ثلاثين يوماً دون شحن. هذا ويمكن استخدام الإنترنت عليه، لكن المفارقة غياب شاشة اللمس وغياب لأهمّ تطبيقات التواصل الاجتماعي وهي "واتساب" و"فيسبوك". والهاتف يأتي بسعر اقتصادي وهو خمسون دولاراً.
لكن ما فائدة إطلاق هاتف بمزايا تكنولوجية معدومة؟
ربّما يصف البعض خيار نوكيا بالذكي، فقد خاطبت الشركة فيه عشاق الهواتف التقليدية والعملية من ناحية توفير أساسيات مبدأ الهاتف وهي تأمين الاتصال الجيد وعدم شحنه كثيراً. بهذه النقطة يحتل "نوكيا 3310" المرتبة الأولى عالمياً مع بطاريته التي تصمد لمدة شهر كامل، الأمر الذي يجعل هاتفها ثورياً للحالات الطارئة والرحلات البعيدة في المناطق النائية. لكن الشركة ارتكبت خطأ فادحاً، فمحبّو الهواتف التقليدية أيضاً يستخدمون التراسل عبر تطبيقات متّصلة بالإنترنت. ومع قرابة المليار مشترك نشط شهرياً، يحتلّ "واتساب" الصدارة ليكون تطبيقاً أساسياً في أي هاتف ستطرحه أي شركة مستقبلاً.
إلى جانب سعره الزهيد، يتميّز "نوكيا 3310" بهيكل مصنوع من مادة التيتانيوم والذي يعطيه قوة عالية، صلابة ومقاومة للتآكل. كما يأتي الهاتف مدعّماً بذاكرة تبلغ سعتها 32 جيغا بايت. مع كل هذا المزايا، يبقى هاتف "نوكيا 3310" غير ذكي. فهو غير قادر على منافسة ليس فقط الهواتف الحديثة الصدور، بل أي هاتف ذكي صادر منذ 5 سنوات أو أكثر. ولعل أكثر سبب لفشل هذا الهاتف هو في عدسة كاميرته والتي هي بدقة 2 ميغابكسل فقط. فمع كل التنافس القوي بين الهواتف على تطوير عدسة الكاميرا، وتحسين جودتها، فضّلت نوكيا طرح الهاتف بعدسة بجودة ضعيفة، إلى جانب الإصرار على عدم وضع كاميرا أمامية متناسيةً أهمية صور السيلفي بالكاميرا الأمامية والتي غزت العالم منذ العام 2013.
(جوان كروس غارسيا/Corbis)
(العربي الجديد)
اقــرأ أيضاً
يتميّز الهاتف بنحافة هيكله، شاشته الملوّنة وبطاريته التي يمكنها الصمود لمدة ثلاثين يوماً دون شحن. هذا ويمكن استخدام الإنترنت عليه، لكن المفارقة غياب شاشة اللمس وغياب لأهمّ تطبيقات التواصل الاجتماعي وهي "واتساب" و"فيسبوك". والهاتف يأتي بسعر اقتصادي وهو خمسون دولاراً.
لكن ما فائدة إطلاق هاتف بمزايا تكنولوجية معدومة؟
ربّما يصف البعض خيار نوكيا بالذكي، فقد خاطبت الشركة فيه عشاق الهواتف التقليدية والعملية من ناحية توفير أساسيات مبدأ الهاتف وهي تأمين الاتصال الجيد وعدم شحنه كثيراً. بهذه النقطة يحتل "نوكيا 3310" المرتبة الأولى عالمياً مع بطاريته التي تصمد لمدة شهر كامل، الأمر الذي يجعل هاتفها ثورياً للحالات الطارئة والرحلات البعيدة في المناطق النائية. لكن الشركة ارتكبت خطأ فادحاً، فمحبّو الهواتف التقليدية أيضاً يستخدمون التراسل عبر تطبيقات متّصلة بالإنترنت. ومع قرابة المليار مشترك نشط شهرياً، يحتلّ "واتساب" الصدارة ليكون تطبيقاً أساسياً في أي هاتف ستطرحه أي شركة مستقبلاً.
إلى جانب سعره الزهيد، يتميّز "نوكيا 3310" بهيكل مصنوع من مادة التيتانيوم والذي يعطيه قوة عالية، صلابة ومقاومة للتآكل. كما يأتي الهاتف مدعّماً بذاكرة تبلغ سعتها 32 جيغا بايت. مع كل هذا المزايا، يبقى هاتف "نوكيا 3310" غير ذكي. فهو غير قادر على منافسة ليس فقط الهواتف الحديثة الصدور، بل أي هاتف ذكي صادر منذ 5 سنوات أو أكثر. ولعل أكثر سبب لفشل هذا الهاتف هو في عدسة كاميرته والتي هي بدقة 2 ميغابكسل فقط. فمع كل التنافس القوي بين الهواتف على تطوير عدسة الكاميرا، وتحسين جودتها، فضّلت نوكيا طرح الهاتف بعدسة بجودة ضعيفة، إلى جانب الإصرار على عدم وضع كاميرا أمامية متناسيةً أهمية صور السيلفي بالكاميرا الأمامية والتي غزت العالم منذ العام 2013.
(جوان كروس غارسيا/Corbis)
(العربي الجديد)
(جوان كروس غارسيا/Corbis)
(جوان كروس غارسيا/Corbis)
(جوان كروس غارسيا/Corbis)