"نوبة": موسيقى شعبية في خلفية العودة

10 سبتمبر 2019
(من كواليس مسلسل "نوبة"، 2019)
+ الخط -

نشطت في تونس بين نهاية الثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي مشاريع فرجوية جمعت بين عدة مجالات فنية خصوصاً بين المسرح والموسيقى، لعلّ التجربة الأبرز - على المستوى الجماهيري على الأقل - هي "الحضرة" التي تستمر عروضها إلى اليوم وتستمدّ مادتها من موسيقى الطرق الصوفية وتعمل على مسرحتها.

كان صاحب الفكرة المسرحي التونسي فاضل الجزيري، والذي اعتنى أساساً بالجانب المشهدي، فيما عهد بالبُعد الموسيقي لعدد من المتخصصين ومن بينهم سمير العقربي الذي سبق وأن جمعته معه تجربة سابقة بعنوان "النوبة"، والتي اتخذت من الغناء الشعبي، خصوصاً نمط "المِزوِد" أساساً لها.

في 1991، جرى تقديم "النوبة" ضمن عرض فرجوي ضخم في المسرح الأثري في قرطاج، غير أن النجاح الجماهيري وقتها لم يتحوّل إلى مشروع متواصل ومتراكم فلم يبق منه سوى تسجيلات تشهد على إمكانية إنتاج فرجة كبرى بمفردات الفن التونسي. بمرور السنوات أصبحت "النوبة" ذكرى بعيدة تثيرها من حين لآخر إعادة بثّها على بعض القنوات التلفزيونية.

غير أن مسلسلاً بعنوان "نوبة" (إخراج عبد الحميد بوشناق)، عُرض في رمضان الماضي، قد أعاد العرض إلى الواجهة، على الرغم من عدم تطرّقه مباشرة إلى تفاصيل الحفل حيث يذهب في تفريعات سردية إلى العوالم التي تقود إليه (حياة الفنانين الخاصة، عالم الأحياء الشعبية، تقاطع الفن والإجرام...). كان النجاح الجماهيري للمسلسل سبباً في إعادة عرض 1991 إلى الواجهة، ومنها دعوة سمير العقربي للتعليق عليه وقد بدا غير راض عن تناول بوشناق لـ"النوبة" دون الأخذ في الاعتبار خصوصيات العمل الدرامي.

بعد غد، الخميس، يقترح العقربي صيغة جديدة من "النوبة"، على المسرح الأثري بقرطاج مرة أخرى، وكأن الأمر محاولة استرداد العرض من النجاح الجماهيري للمسلسل أو ربما الاستثمار المادي فيه.

طبعاً، لن تكون تركيبة العرض هي ذاتها في 1991 حيث رحل فنانون أساسيون شاركوا فيه مثل إسماعيل الحطّاب وفاطمة بوساحة، إضافة إلى غياب يبدو مقصوداً لأسماء أخرى مثل لطفي بوشناق (والد مخرج المسلسل) أو صلاح مصباح، إضافة إلى فاضل الجزيري. مقابل ذلك تظهر أسماء مثل بلقاسم بوقنة، والهادي دنيا، وبنديرمان، وكريم شعيب.

المساهمون