- أثارت هذه الأعمال استياءً عالميًا، حيث قورنت بتدمير طالبان لتماثيل بوذا في باميان، ودعت منظمات مثل اليونيسكو إلى تحرك عالمي لحماية التراث الثقافي، ووصفت تدمير نمرود بأنه "جريمة حرب".
- تعتمد داعش على تهريب الآثار كمصدر تمويل، وتستهدف المواقع الأثرية في العراق وسوريا، مما يهدد التراث الثقافي العالمي.
لم يكن مفاجئا لمتتبعي أخبار تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عثورهم على شريط مصور لعناصر التنظيم، وهم يدمرون مدينة نمرود الآشورية الأثرية في شمال العراق، والتي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
وأظهر الشريط الذي تداولته حسابات إلكترونية مؤيدة للتنظيم أمس السبت، عناصر التنظيم وهم يستخدمون مطارق وآلات ثقيلة لتدمير ألواح حجرية ضخمة، واختُتم بمشهد انفجار كبير تليه لقطات للمدينة وقد سويت بالأرض.
وكانت السلطات العراقية أعلنت في الخامس من مارس/آذار، أن التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في شمال البلاد وغربها، جرف المدينة الأثرية الواقعة عند ضفاف نهر دجلة على مسافة نحو 30 كم جنوب الموصل. وقال أحد العناصر في نهاية الشريط المصور إنهم كلما تمكنوا من بقعة أرض أزالوا معالم الشرك منها.
وحسب خبراء الآثار، فإن التنظيم الذي يسيطر على مساحات في سورية والعراق، يعتمد على تهريب الآثار وبيعها كأحد مصادر التمويل، ويقوم بتدمير الآثار الكبيرة والثقيلة التي لا قدرة له على نقلها. وتعد مدينة نمرود درة الحضارة الآشورية، وموطنا لكنز يعد من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين.
وتعتبر المدينة من أبرز المواقع الأثرية في العراق، وهي ضمن المواقع المرشحة للإدراج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي. وبدأ ذكر المدينة من قبل علماء الآثار في العام 1820، وجرت عمليات استكشافها والتنقيب عنها في العقود اللاحقة، من قبل علماء أجانب. وتعرضت المدينة للنهب إبان الاجتياح الأميركي للعراق في العام 2003. كما نشر التنظيم الأسبوع الماضي، شريطا آخر يظهر قيام عناصره بتدمير مدينة الحضر الأثرية في شمال العراق، والمدرجة على لائحة التراث العالمي.
وأثارت عمليات التدمير هذه هلع علماء الآثار الذين قارنوها بتدمير حركة طالبان تمثالين عملاقين لبوذا في منطقة باميان الأفغانية في عام 2001، ما أثار في حينه موجة من السخط في العالم.
وكانت منظمات عدة أبرزها اليونيسكو دعت إلى تعبئة عالمية، وتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من آثار شمال العراق، وكانت مديرة المنظمة إيرينا بوكوفا اعتبرت الشهر الماضي تجريف آثار نمرود بمثابة "جريمة حرب"، تدخل ضمن "التدمير المتعمد للتراث الثقافي".
وزارت بوكوفا بغداد في 28 مارس/آذار، للدفع نحو اتخاذ إجراءات لحماية المواقع الأثرية كإجراء مسح لموجوداتها، والاعتماد على صور الأقمار الاصطناعية.
وسبق للتنظيم أن نشر صورا وأشرطة مصورة تظهر تدميره العديد من المزارات والأضرحة في العراق، إضافة إلى نزع صلبان وتحطيم أيقونات في عدد من كنائس شمال البلاد.
اقرأ أيضاً:
تنظيم الدولة يدمّر متحف "نينوى" العراقي (فيديو)
حرب على جبهة خفيّة: "داعش" يهرّب الآثار
مخاوف من وقوع آثار الخلافة العباسية تحت رحمة داعش