"نساء النور" في الشارع بما لا يخالف شرع الله

01 ابريل 2014
+ الخط -

بدأ حزب النور والدعوة السلفية خلال الفترة الماضية الاهتمام بإعداد الكوادر النسائية من خلال دورات فكرية وفقهية، والتوجه للعمل العام في الشارع والظهور بشكل مكثف خاصة منذ الاستفتاء على الدستور المعدَل منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي.

واعتبر قيادي سلفي أن الحزب تنازل عن مبادئه ومعتقداته لصالح مكاسب سياسية، كي يبقى قريبا من مواضع صنع القرار، ولكي يثبت أنه ليس مثل جماعة الإخوان المسلمين.

وظهرت تحولات في تعامل الحزب السلفي مع المشاركة النسائية في العمل العام بعد أن كان يرفض أي حضور لها، حيث قبل بمشاركة النساء في الانتخابات البرلمانية، مستخدما صورة "وردة" بدلا من صور مرشحاته خلال الانتخابات التي أعقبت ثورة يناير مباشرة، ولكنه وضع الوردة في ذيل "قوائمه" الانتخابية .

مواجهة التكفير

وقال محمود عبد الحميد -عضو مجلس الإدارة العام للدعوة السلفية بالإسكندرية-: إن الدعوة تهتم منذ نشأتها بالعنصر النسائي، وهو ما اتبَعه حزب النور عقب تأسيسه بعد ثورة يناير مباشرة، وأن الدعوة والحزب نظَما دورات خلال الفترة الماضية لرفع كفاءة العنصر النسائي، لمواجهة التحديات الجديدة التي بدأت تظهر على الساحة عقب عزل الرئيس محمد مرسي، وخاصة ما يتعلق بانتشار أفكار التكفير، مشيرا إلى تنظيم مثل تلك الدورات بدأت منذ تأسيس الحزب.

وكشف عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، أسباب تكثيف مثل هذه الدورات للعناصر النسائية، قائلا: "منذ عزل مرسي وبدأت تنتشر أفكار التكفير في المنازل وبين السيدات المنتقبات، خاصة مع نشر قنوات إسلامية صور وفيديوهات للقتلى والمعتقلين، وما تبثه قناة الجزيرة، فكان من الضروري الوصول لهؤلاء المنتقبات وتوصيل الوضع المصري جيدا من خلال مصطلحات يمكن فهمها".

وتابع: "النساء معروف عنهن التأثر العاطفي الذي تبثه القنوات من دون تفهم لطبيعة الصراع القائم" حسب تعبيره، موضحا أن الحزب والدعوة بدآ في عمل دورات لتثقيف الكوادر النسائية لتوضيح أسباب ما يحدث في مصر لنساء مصر".

لا يخالف الشرع

الدكتور عبد الله بدران -عضو مجلس رئاسي حزب النور- قال: "إن الاهتمام بالعنصر النسائي موجود في الحزب منذ نشأته ولكن سرعة الأحداث المتعاقبة أدت إلى تأخر الارتقاء بالعنصر النسائي".

وأضاف بدران: "الحزب يهتم بالارتقاء بكل العناصر وليس فقط العنصر النسائي"، مشددا أن عملية الارتقاء يتم فيها مراعاة الجوانب الشرعية كاملة في أي نشاط تابع للجنة النسائية في الحزب.

وعن الموازنة بين المنهج السلفي المحافظ وبين قبول مشاركة النساء في العمل العام قال: "لا يوجد تناقض بين العقلية السلفية ونظرتها للمرأة وبين (مشاركتها في) العمل العام، طالما أنها تلتزم بالآداب والقواعد العامة الشرعية" حسب قوله.

وحول انعكاس هذا الاهتمام على وضع المرأة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، أكد بدران أن الحزب ينتظر الطريقة التي ستتم الانتخابات المقبلة وفقا لها سواء بالفردي أو القائمة.

وتابع: "الحزب يرى أن هناك كوادر نسائية في أحزاب أخرى يمكن أن تؤدي الدور في المجالس النيابية،

مراوغة سياسية

من جانبه، قال حاتم أبو زيد -المتحدث باسم حزب الأصالة "السلفي"-: إن حزب النور يقوم بمراوغة لبيان أنه تغير فكريا لكي يكون على هوى قادة الانقلاب خاصة عقب الهجوم عليه باعتباره مثل جماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف أبو زيد لـ"العربي الجديد"، أن حزب النور تنازل عن كل مبادئه واعتقاداته لكي يكون له وجود على الساحة السياسية ويبقى قريبا من مواقع السلطة، مشيرا أن الحزب خسر كل مؤيديه بسبب أفعاله التي أصبحت مثار استهجان داخل التيار السلفي.

المساهمون