صدرت رواية The Call of the Wild، للكاتب الأميركي جاك لندن (1876 ـ 1916)، عام 1903. أول اقتباس سينمائي لها جرى عام 1908، وكان فيلماً صامتاً لدي. دبليو غريفيث. اقتباسٌ ثانٍ جرى عام 1935، لويليام آي. ويلمان، قبل اقتباس كِنْ آنّاكن عام 1973. جديد الاقتباسات، فيلم لكريس ساندرز، أخرجه عام 2020.
تمتلك الرواية عوامل جذب قوية: بطلها الأساسي كلب منزلي ضخم يُدعى "باك"، يُختَطف من موطنه الهادئ في كاليفورنيا إلى المنطقة الجليدية الكندية "يوكون". تتابع الحكاية مساراته المختلفة، من المعاناة مع الطبيعة إلى الصراع مع كلاب أخرى حول السيطرة، وصولاً إلى علاقة صداقة تجمعه بجون ثورتن (جون فورد)، عجوز يعاني مأساة موت ابنه.
المفاجئ أنّ الفيلم أفضل من المتوقع. إيقاعه جيد، والسيناريو ذكي في تجسيده دراما صامتة، وصراعاً حاداً بين عدد من الحيوانات، قبل أنْ يضفي حضور هاريسون فورد، بوجهه العجوز وملامحه المتعبة، درجة عالية من الحميمية، في النصف الثاني منه، ويُقدّم تيمة العجوز، الذي يصادق حيواناً، في أفضل صورة ممكنة. ولعلّ الشيء الوحيد الضعيف في السيناريو (مايكل غرين) شخصية هال (دان ستيفنس)، الشرير الموجود لتسيير القصّة، وإعطائها نهاية ما، بأكثر الأشكال تقليدية، ومن دون دوافع ملموسة لملاحقة ثورتن وباك بهذا الشكل. غير ذلك، فإنّ السيناريو اقتباسٌ جيدٌ للقصّة. من ناحية التنفيذ، ما يُعيب الفيلم، ويزعج العين والتواصل العاطفي مع الحكاية أحياناً كثيرة، أنْ تكون الحيوانات، وباك أيضاً، CGI، أي مصنوعة بالكامل بتقنية الكمبيوتر. أمر يُفهم في أفلام كالتي أنجزها جون فافرو عامي 2016 و2019، وهما Jungle Book وLion King، بسبب كثرة الحيوانات، وبعضها مُفترس. المؤثرات البصرية ثورية ورائعة، وكانت مناسبة لصنعها. لكن الأمر مختلف مع فيلم كريس ساندرز، لأنّ ترويض عدد من الكلاب أسهل بكثير، كما هو حاصل في النسخ السابقة من الاقتباسات. الأسوأ أنّ مَشاهد عدة ظهرت بطريقة كرتونية للغاية. باستثناء هذه النقطة المُعيبة، فإنّ "نداء البرّية" ممتع وبسيط للأطفال. كما أنّ محبّي السينما سيُشاهدون فيه درجة عالية من النضج والهدوء.
اقــرأ أيضاً
تمتلك الرواية عوامل جذب قوية: بطلها الأساسي كلب منزلي ضخم يُدعى "باك"، يُختَطف من موطنه الهادئ في كاليفورنيا إلى المنطقة الجليدية الكندية "يوكون". تتابع الحكاية مساراته المختلفة، من المعاناة مع الطبيعة إلى الصراع مع كلاب أخرى حول السيطرة، وصولاً إلى علاقة صداقة تجمعه بجون ثورتن (جون فورد)، عجوز يعاني مأساة موت ابنه.
المفاجئ أنّ الفيلم أفضل من المتوقع. إيقاعه جيد، والسيناريو ذكي في تجسيده دراما صامتة، وصراعاً حاداً بين عدد من الحيوانات، قبل أنْ يضفي حضور هاريسون فورد، بوجهه العجوز وملامحه المتعبة، درجة عالية من الحميمية، في النصف الثاني منه، ويُقدّم تيمة العجوز، الذي يصادق حيواناً، في أفضل صورة ممكنة. ولعلّ الشيء الوحيد الضعيف في السيناريو (مايكل غرين) شخصية هال (دان ستيفنس)، الشرير الموجود لتسيير القصّة، وإعطائها نهاية ما، بأكثر الأشكال تقليدية، ومن دون دوافع ملموسة لملاحقة ثورتن وباك بهذا الشكل. غير ذلك، فإنّ السيناريو اقتباسٌ جيدٌ للقصّة. من ناحية التنفيذ، ما يُعيب الفيلم، ويزعج العين والتواصل العاطفي مع الحكاية أحياناً كثيرة، أنْ تكون الحيوانات، وباك أيضاً، CGI، أي مصنوعة بالكامل بتقنية الكمبيوتر. أمر يُفهم في أفلام كالتي أنجزها جون فافرو عامي 2016 و2019، وهما Jungle Book وLion King، بسبب كثرة الحيوانات، وبعضها مُفترس. المؤثرات البصرية ثورية ورائعة، وكانت مناسبة لصنعها. لكن الأمر مختلف مع فيلم كريس ساندرز، لأنّ ترويض عدد من الكلاب أسهل بكثير، كما هو حاصل في النسخ السابقة من الاقتباسات. الأسوأ أنّ مَشاهد عدة ظهرت بطريقة كرتونية للغاية. باستثناء هذه النقطة المُعيبة، فإنّ "نداء البرّية" ممتع وبسيط للأطفال. كما أنّ محبّي السينما سيُشاهدون فيه درجة عالية من النضج والهدوء.
لكن رغم الأصداء الإيجابية التي لقيها "نداء البرية" من عدد كبير من النقاد، إلا أن الشريط لم يحقّق النجاح المطلوب في شباك التذاكر، فمقابل ميزانية إنتاجية بلغت 109 مليون دولار، لم تتخطّ الأرباح 107 مليون دولار، ما يجعل الفيلم في خانة الأعمال الخاسرة تجارياً.