"نحن بحاجة فقط إلى شاطئ آمن لجميع النساء"

17 اغسطس 2015
لا تغامر بالنزول إلى المياه (فرانس برس)
+ الخط -

"بحر النساء" حملة إلكترونيّة أطلقتها مجموعة من نساء طنجة على موقع "فيسبوك"، للمطالبة بشاطئ خاص بهنّ وحدهنّ. أما الهدف، فتوفير جوّ من الحرية يناسبهنّ في السباحة واللباس، خصوصاً بالنسبة إلى المحجّبات. وتأتي الحملة على خلفيّة زيادة في وتيرة التحرّش على الشواطئ العامة بالإضافة إلى تقييد حركتهن.

ليلى اقنيطار صاحبة المبادرة، تشير لـ "العربي الجديد" إلى أن "نساء كثيرات يُمنعن ولغاية اللحظة، من الاستجمام على الشاطئ بحرية، إما بسبب التحرّش أو العنف". تضيف أن "المرأة لا تُحترَم في هذه المدينة، خصوصاً على الشاطئ. لا حرية لنا. لذلك فكرنا بهذه الحملة كي نستمتع بعيداً عن سلوكيات تستهدفنا".

بعد أسبوعين على إطلاق الحملة، تخطّى عدد المؤيدات الألف و300 امرأة. وتلمس اقنيطار أن "التحرش هو الدافع الأول للمطالبة بشاطئ خاص، لتأتي من بعده الرغبة في عدم الاختلاط وعدم الكشف عن أجسادهن أمام الذكور، بالإضافة إلى أن للمدينة عاداتها وتقاليدها".

إلى ذلك، تخبر أن "النساء يضطررن إلى التوجه مع عائلاتهنّ إلى شواطئ بعيدة وخارج المدينة، أو قد يذهبن مع أولادهن إلى أي شاطئ قريب. وفيما هم يستمتعون، يجلسن هنّ على الرمال من دون أن يغامرن بالنزول إلى المياه". تتابع: "يُضاف إلى ذلك أن المسابح المخصصة للنساء مكلفة مادياً، في حين أن الأسر في المدينة تنتمي بأكثرها إلى الطبقة الوسطى".

وتوضح اقنيطار أن الأمر ليس مستحيلاً، "إذ إن دولاً أوروبية وعربية عديدة تخصّص شواطئ للنساء. وثمّة شاطئ مماثل في مارتيل - تطوان".

وتأتي هذه الحملة من دون دعم ومن دون أي احتضان من قبل جمعيات معنية. وتلفت اقنيطار إلى أنهنّ وللضغط، "اقترحنا تنظيم الحملة تحت جناح إحدى الجمعيات. لكننا نرغب في البقاء في إطار جمعيات مستقلة".

من جهة أخرى، تقول: "أخطأنا في الترويج للحملة في البداية. اعتقدنا أن فيسبوك سوف يحقق غايتنا، لكننا اليوم نتعاون مع وسائل إعلامية محلية وأخرى دولية. ونعمل على صياغة عريضة نقدّمها للبلدية، تخلو من الإشارات الدينية وتركّز على المطلب الإنساني. وبعد جمع التواقيع، نأمل أن نستمتع بشاطئ خاص".

وعن التجاوب مع حملتهنّ، توضح اقنيطار أن "الحملة تشهد أخيراً تفاعلاً إيجابياً، في حين يتهمنا البعض بالتطرّف. حتى أن الإعلام لم يرحمنا، فمواقع محلية عدّة أرفقت التقرير بصور نساء يتّشحن بالسواد على أحد الشواطئ. نحن لسنا منغلقات ولا متطرفات. نحن بحاجة فقط إلى شاطئ آمن لجميع النساء".

اقرأ أيضاً: قناديل بحر غير سامة على سواحل المغرب
المساهمون