"نتفليكس" والعالم العربي... تحديّات للفوز بإرادة المشاهد

24 فبراير 2020
تعتبر القرصنة من أكبر مشاكل السوق الدراميّة العربيّة (Getty)
+ الخط -
في أيلول/سبتمبر عام 2019، أعلنت شركة "نتفليكس" لبث الأفلام والمسلسلات عبر الإنترنت، زيادة بالملايين في عدد مشتركيها خلال أربعة أشهر فقط. وسجل الربع الثالث من العام نفسه، زيادة بمقدار 77.6 مليون مشترك، الجزء الأكبر منهم جاؤوا من الأسواق الخارجية. وتعود هذه الزيادة الضخمة في عدد المشتركين إلى عرض المواسم الجديدة لمجموعة من أشهر الأعمال التليفزيونية، مثل مسلسل الخيال العلمي "أشياء غريبة" الذي شاهده 64 مليون مشترك خلال أول أربعة أسابيع فقط من عرضه، ليصبح بذلك الموسم الأعلى مشاهدة بين البرامج التي أنتجتها "نتفليكس"، وفقاً لما ذكرته وكالة "بلومبرغ". هذه الزيادة دفعت بالمنصّة إلى الاتجاه عربيًا، إذْ بدأت قبل أربع سنوات بطرح وتنفيذ أفكار مسلسلات وحتى أفلام عربية، مثلاً: اشترت الشركة حقوق عرض الفيلم الإماراتي "زنزانة" ثم الفيلم السعودي "بركة يقابل بركة". 

ويعتبر أول "ستاند آب كوميدي" عربي على المنصة العالمية للفنان اللبناني عادل كرم الذي بث من بيروت عن طريق المباشر. ثم كان لعادل كرم على "نتفليكس" أول تجربة درامية ضمن مسلسل "دولار" إلى جانب الجزائرية أمل بشوشة. بعدها، أعلنت المنصة الرقمية عن ثالث إنتاجاتها العربية، وهو مسلسل بعنوان "ما وراء الطبيعة"، المقتبس عن سلسلة روايات للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق.

ثمَّ جاء العمل الذي أثار جدلاً واسعاً في المنطقة العربية، وهو مسلسل "الجن" الخيالي، والذي يدور حول اكتشاف مجموعة من المراهقين لجنّي في مدينة البتراء الأثرية الأردنية، ومنعه من تدمير العالم. ويتألف المسلسل من 6 حلقات، بحسب كاتبه السينمائي، باسل غندور، الذي قال "أحببت فكرة أن تستثمر (نتفليكس) في المنطقة العربية التي تشهد دولها نقطة تحول حقيقية". وأكد الفنان اللبناني مير جان بو شعيا، الذي سيخرج المسلسل، أنَّ أكثر ما جذبه ليكون جزءًا من هذا المشروع، هو مستوى الحرفية الذي ستقدمه شركة "نتفليكس"، لـ"إظهار الشباب العربي بصورة تليق بهم". لكن لم يتوقع المنتج أن يتحول المسلسل بعد ساعات من عرضه إلى سخرية المتابعين، لاحتوائه على مشاهد جنسية وألفاظ إباحية، في وقت كان الترويج للمسلسل على أشده وانتظره المشاهد العربي بشغف.

لكن، هل حققت هذه الأعمال أرباحًا تجارية بالنسبة للشركة أو المنصة المنتجة؟ بحسب الدراسات، فإنَّ عدد المتابعين من الدول العربيَّة الذين يمتلكون أو يشتركون في المنصّة، أو الذين يمتلكون جهازاً قابلاً لتنزيل التطبيق لا يتجاوز 10%. كما أن هناك مشكلة القرصنة، كواحدة من أهم المشكلات التي أثرت على سوق التوزيع السينمائي بشكل عام، وسوق الدراما العربية، وستواجه "نتفليكس" هذه المشكلة أيضاً خلال تواجدها في السوق العربيَّة.
المساهمون