"نافذة على النحت": مقارنات مع مختار والسجيني

24 مارس 2017
(من أعمال النحّات أحمد عبد التواب)
+ الخط -

تتجاور أعمال محمد الفيومي (1963) وأيمن السعداوي (1967) وأحمد عبد التوّاب (1976) وكمال الفقي (1984) في معرض "نافذة على النحت" الذي افتتح قبل أيام في "مركز كتارا للفن" في الدوحة؛ أربعة فنّانين مصريين ينتمون إلى أجيالٍ ثلاثة تتنوّع مفرداتهم وأساليب معالجتهم، لكنها تستمدّ مقارباتها من الواقع المصري الراهن.

المعرض الذي يتواصل حتى الثالث من حزيران/ يونيو المقبل بتنظيم من "غاليري المرخية" و"قاعة الزمالك"، يضمّ أيضاً منحوتة "مدام ح. أ" (1925) لـ محمود مختار (1891 -1934)، و"بور سعيد" (1957) لـ جمال السجيني (1917 – 1977)، اللتين تعدّان من أبرز أعمال النحّاتين المصريين في مرحلة نضجهما الفني.

تحضر الطبيعة في عدد من أعمال الفيومي عبر تشكيله لأفراس النهر والطيور والأسماك رموزاً تحيط بالإنسان وتمارس إسقاطاتها السياسية والاجتماعية في حياته، كما يتتبع في منحوتات أخرى مفردات الريف المصري الخارجة عن الصورة النمطية المألوف في تقديم طقوسه، وهي تختزل سِيَراً وقصصاً متواترة لشخصيات حقيقية أو أسطورية؛ من عالمي البشر والحيوان.

يذهب السعداوي إلى مساحات الطفولة في جغرافيا متنوعة؛ الساحل والريف والمدينة في مصر، في استعادة لذاكرة الخمسينيات وما قبلها من ألعاب وأزياء وأنماط عيش اختفت مع السنين، مركّزاً على الحركة بوصفها فعلاً دائماً في دوران العجلة أو السير في الحقول أو في ركوب الأرجوحة، في إشارة إلى إيقاع الزمن وأثره في مشهد قد يبدو ساكناً.

لا يغيب الشكل الهندسي عن أعمال عبد التواب التي تتخلّق شخوصها من المربع والدائرة والمستطيل، في محاكاة لعلاقة المادّة والروح، وهو ما يعكس اهتمام الفنان في مرحلة من الحضارة المصرية القديمة، التي أبرزت مفردة الشمس باعتبارها مركز الكون ضمن تحوّلات لشكل العلاقة مع الطبيعة وخضوع الإنسان إليها.

أما تجربة الفقي فتلفت إلى قمع السلطة الذي يُظهره الخلل في توزيع الكتلة لأجساده تتميّز بالضخامة لكنها تحتفظ برشاقتها وخفّتها، في سياق معالجة فنية تبدو شديدة الاختزال. أعمال الفقي هي امتداد لاشتغاله على البدانة في معظم معارضه السابقة، واستكشاف الفروق الفردية بين جموع البدناء، الذي رغم تصخّمهم إلّا أنهم غير قادرين على الفعل أو التحكّم بأقدارهم، وهم في النهاية مجرد أدوات صغيرة في منظمومة لا تسمح لهم بالخروج عنها.

يشتغل الفنانون الأربعة على مادّة البرونز، التي شكّلت كثيراً من أعمال ضيفي شرف المعرض؛ مختار والسجيني، وهو ما يفرض بالضرورة مقارنات معهما قد تكون ظالمةً لهم.

دلالات
المساهمون