"مي غصوب للرواية" لـ كوثر الجهمي..جائزة الكتاب الأول

07 فبراير 2019
(مي غصوب)
+ الخط -

ربما لم ينتبه أحد إلى "جائزة مي غصوب للرواية"، التي أعلنت عن نفسها العام الماضي، سوى أولئك الذين قرّروا الاشتراك فيها من الكتّاب الذين يُصدرون أعمالهم الروائية الأولى. لم يتابع أحد أخبار الجائزة، فهي بلا قوائم طويلة ولا قصيرة، وكلّ من تقدموا إليها أصحاب الكتاب الأول البعيدين عن الشهرة، وفي حين يحسب للجائزة التفاتها البعيد عن البهرجة التي ألفناها، لكنه يجعلها أقل جاذبية للأضواء.

اليوم أعلنت "جائزة غصوب" عن نتائجها بحصول الكاتبة الليبية كوثر الجهمي عليها عن روايتها "عايدون"، بعد أن اختارتها لجنة التحكيم المكوّنة من الشاعر عباس بيضون والروائي جبور الدويهي، ورانية المعلم من "دار الساقي".

تقرير اللجنة وصف العمل بأنه رواية "تتغلغل إلى الواقع الليبي بسلاسة وشاعرية وتضيء على صور جديدة وغير معروفة من هذا الواقع".

وأضاف "أنها مزيج ناجح من الواقعية والفانتازيا، وتخرّج من الواقع الليبي لتطرح مشاكل وقضايا عربية وإنسانية. أضف إلى ذلك متانة السرد وقوّة البناء والتركيب".

الجائزة ليس لها قيمة مادية، ولكنها تتمثّل في نشر الكتاب الفائز، ومن المفترض أن تصدر "عايدون" في 17 شباط/ فبراير في ذكرى رحيل غصوب (1952-2007)، مؤسسة الساقي والكاتبة النسوية التي كتبت "الرجولة المتخيلة" و"مزاج المدن"، و"وداعاً بيروت"، و"المرأة العربية وذكوريّة الأصالة"، و"ما بعد الحداثة: العرب في لقطة فيديو".

كان من المقرّر أن تأتي الكاتبة الفائزة إلى بيروت، وفقاً لبيان اللجنة، لحضور حفل إصدار الرواية، "لكن ظروفاً حالت دون دخول الكاتبة الليبية لبنان" بحسب القائمين على الجائزة.

وصل الدار سبعون مخطوطاً، وصفها بيان اللجنة بأنها "لافتة بتجديدها وتجريبيّتها"، وعلى الرغم من كتابة الجهمي تبدو تقليدية بسيطة في مدونتها "امرأة عادية"، لكن ربما تكون محرّرة "فواصل"، المنصّة المتخصّصة في الأدب اليمني، قدّمت نصاً روائياً مختلفاً ومغامراً أكثر من نصوصها القصيرة.

تدور أحداث الرواية حول واقعة اختفاء غزالة الصحافية التي كانت مشهورة في التسعينيات مع ابنتها حسناء، وتدور الشكوك حول ما وقع لهما بالضبط، خاصة مع اختفاء تمثال "الحسناء والغزالة" من إحدى ساحات العاصمة الليبية طرابلس.

انتقلت غزالة وابنتها إلى العيش مع والدها بعد فقدان زوجها في تشاد. أما حسناء، التي ورثت التمرّد والثورة من والدتها، فلم تجد في "ثورة ليبيا" ما يؤسّس لمستقبل أفضل، بعد ما شهدته ليبيا من وقائع لم تأخذ البلاد إلى الغد الذي كان مرتقباً من الشباب.

"عايدون" هو اللقب الذي رافق العائلة منذ أن هرب الجدّ إلى سورية في فترة الاحتلال الإيطالي، ثم عاد إلى ليبيا بعد سنوات، حيث ترفع الرواية النقاب عن المجتمع الليبي وتكشف تعقيداته، لترسم مشهداً لخراب متراكم أسّس للخراب اللاحق.

يحسب لـ"جائزة غصوب" أنها تسهّل عملية صعبة على الكتّاب الشباب، وهي أن يجد الكاتب العربي المجهول داراً جيدة تنشر كتابه وتسوّقه دون أن يقابل بالخذلان.

المساهمون