"مولانا" مرّ بالقاهرة

10 فبراير 2015
بديع جهجاه / سوريا
+ الخط -

يشهد "معرض القاهرة للكتاب"، المستمر حتى 12 شباط/ فبراير، إقبالاً على مؤلفات جلال الدين الرومي، فالرواية التي ألّفتها التركية إليف شافاق، والتي أصبحت الترجمة العربية لها من أكثر الكتب مبيعاً في مصر كانت سبباً في استعادة جمهور كبير للشاعر الصوفي الذي ينتمي إلى العالم شرقاً وغرباً، حاضراً وماضياً.

يعتبر الرومي قطباً من أقطاب التّصوف الإسلامي، وإليه تُنسب الطريقة المولوية، وإن كان الرومي لا يخصّ طريقة دون أخرى بخطابه وتعاليمه، باعتباره إنساناً كونياً يتجاوز كل الطرق والبناءات المذهبية والدينية، وكذلك الأعراق؛ فقد تنازعه أهل إيران والأفغان باعتبار أصله البلخي، ولسان ديوانه ومثنويه الفارسية، والأتراك باعتبار مقامه في قونية، والعرب باعتباره إرثاً إسلاميّاً.

أُعجب الكثيرون بصورة الدرويش الجوّال، شمس تبريزي، الذي غيّر حال الشيخ الرومي. كان "مولانا" يلقي مواعظه ودروسه على الطلاب، ويشرح كتب الفقه والتفسير، ويعلّم التصوف عبر معارف والده وطريقته الكبراوية، التي كان ينتسب إليها، ثم فجأة خلع الخرقة المادية وارتدى خرقة الصحبة التي أشعلت نار العشق في قلبه فتلاً من آيات الجمال أشعاراً تفوق الحدّ، ونثر من درر الكلام ما لا يزال الغرب والشرق مشغولاً به.

وبالعودة إلى الكتب المتاحة عن الرومي في معرض الكتاب، فقد توفرت باللغات الثلاث (الفارسية - العربية - الإنجليزية). ومن أبرز هذه المؤلفات كتاب عن الرومي لسيد حسين نصر، بمقدّمة المستشرقة الألمانية آنا ماري شيمل، مع جملة من الصور التي تجسّد السماع الصوفي والرقص المولوي، وقد بيعت نسخ الكتاب المتاحة كلها في المعرض. إضافة إلى كتاب "عناية الله إبلاغ الأفغاني: جلال الدين الرومي بين الصوفية وعلماء الكلام".

كذلك كانت إحدى الدور السورية التي تقتني نوادر التراث وفّرت نسخاً من كتاب "الشمس المنتصرة"، وهو دراسة موسّعة عن الرّومي قامت بها آنا ماري شيمل، وترجمها عيسى علي العاكوب وطُبعت في إيران، كذلك وفّرت نسخاً من كتاب "جلال الدّين الرومي والتّصوف" لإيفا ميروفيتش، المستشرقة الفرنسية، التي أنفقت جزءاً من حياتها في دراسة أعمال الرومي.

كما توفّرت نسخة مصوّرة من ترجمة الجواهري نظماً للمثنوي، كذلك نسخة من شرح المثنوي بالعربية، وهو شرح قديم طُبع في بولاق، وحبذا لو تبنّت الدولة المصرية نشر هاتين النسختين حتى يتمكن الجمهور القارئ من الحصول عليهما.

ورغم ارتفاع سعر كتاب "الديوان العربي لمولانا جلال الدين الرومي" المنشور في "بيت الحكمة" في تونس، إلا أن الناشر التونسي نفذت منه النسخ التي جلبها إلى المعرض من هذا الكتاب.

أما الكتاب الأكثر مبيعاً لـ"المركز القومي للترجمة" فهو "المثنوي"، بترجمة الدسوقي شتا، وحبذا لو قام المركز بإعادة طباعة الترجمة الجزئية للمثنوي التي قام بها عبد السلام كفافي.

دلالات
المساهمون