تقيم فرقة "موريسكيات" الموسيقية التونسية حفلين عند التاسعة والنصف من مساء يومي 24 و25 من الشهر الجاري، في "دار الثقافة قمرت" بالمهرجان الصيف في البرج العامري.
الفرقة كما تقدم نفسها على صفحتها في فيسبوك، هي مشروع فني غنائي للفنان سامي دربز يحاول استكشاف نصوص وأعمال موسيقية نادرة من عمق الموروث الموريسكي الأندلسي مرورا بحقبات تاريخية معاصرة مرتبطة بالجيل الحالي فكرياً وفنياً.
قام بتنفيذ هذا المشروع ثلة من أبناء "دار الشباب وادي الليل" بولاية منوبة وبتنظيم إيمان بن عرفة ودربز، وتعتبر الفرقة أن "هؤلاء الشباب آمنوا بالبحث الموسيقي والانفراد في زمن هبت فيه رياح الابتذال والرداءة الموسيقية".
المفارقة أننا سنجد في أغاني الفرقة المصورة والمنشورة على "يوتيوب" تتبعاً لصورة نمطية لدى المتلقي العربي عن التراث الإسباني، وربما هناك خلط بين التراث الغجري والفلامنكو وحتى الموشح الأندلسي التقليدية والإرث الموريسكي.
فإرث الموسيقى الموريسكية يعود إلى تراجيديا عمرها اليوم أربعمئة سنة، ولا يفيد أن نجمع العود بالغيتار ورداء الديفا التي تغني الفلامنكو مع فتاة تحمل الغيتار الإسباني، لنعتبر أن هذه الفرقة أو تلك تعيد إحياء التراث بطريقة جديدة.
بالطبع بات هناك عدة فرق تصف نفسها بهذا الوصف وتهتم بهذا الإرث بالذات، مثل "الفردوس" مثلاً، ولكن السؤال هو كيف نعيد تقديم التراث الأندلسي والموريسكي من دون تكرار، لقد أصبح المشهد في هذا السياق مكروراً وإن اختلفت الأصوات التي تقدمه.