"مهرجان هنلي".. قصص المكتبة البريطانية

03 أكتوبر 2018
(غرفة القراءة المقببة في المكتبة البريطانية)
+ الخط -

ضمن فعاليات "مهرجان هنلي الأدبي" المتخصّص في الكتاب البريطاني، والذي يُنظَّم في لندن، بين الثاني والسادس من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تُقام ندوة حول "المكتبة البريطانية كمكان ملهم" عند السادسة والنصف من مساء اليوم الأربعاء في المكتبة نفسها.

يشارك في الندوة كتّاب وفنّانون ومفكّرون للحديث عن حضور المكتبة البريطانية خلال عملهم على كتاب أو بحث أو عمل فني، وكيف يمكن للمكتبة أن توفّر للمبدع أجواء من الإلهام، وفّرتها من قبل لكتّاب ومفكّرين من جنسيات مختلفة؛ أمثال: داروين، وماركس، وإليوت، وكونان دويل، وستيفن فراي وسارة ووترز، وكازو إيشيجورو وغيرهم.

ورغم السمعة الكبيرة والمهيبة إلى حد كبير التي تحيط بالمكتبة البريطانية، لكنها مكتبة صغيرة السن نسبياً؛ فهي لم تؤسَّس حتى عام 1971، ولم يقرّ البرلمان قانون المكتبة الوطنية إلا بعد هذا التاريخ بعامين، أي أنها فعلياً لم تبدأ العمل إلا في 1973.

بموجب هذا القانون جرى الجمع بين عدّة مؤسّسات لتشكيل المكتبة البريطانية؛ مثل مكتبة المتحف الوطني، والمكبة المركزية الوطنية، ومكتبة العلوم والتكنولوجيا وغيرها من الأراشيف وسجلات مكاتب المعلومات ومخطوطات المتاحف ومكتبات الهند والمعهد البريطاني للصوت المسجّل.

وربما يكون الجزء الأكثر تأثيراً في بنية المكتبة البريطانية هو مكتبة المتحف البريطاني التي تأسست عام 1753، فعلى مدار مئتي عام، نمت مكتبة المتحف لتصبح واحدة من أكبر مكتبات المتاحف في العالم، ولم تكن تضم فقط الكتب والدوريات، بل الخرائط والصحف والموسيقى والوثائق، حتى أنها حازت جائزة "لينين" للاقتناء لأنها كانت تضم كتباً روسية أكثر ممّا ضمته المكتبات في موسكو وسان بطرسبرغ.

كانت مكتبة المتحف البريطاني قد بدأت في ابتكار غرفة خاصة للقراءة في خمسينيات القرن التاسع عشر، فبُنيت غرفة القراءة المعروفة بالقبة المذهبة، وكانت قلّة فقط من يستعملها، ومن أبرزهم لينين الذي مُنح اسماً مستعاراً هو جاكوب ريختر ليحمل بطاقة خاصّة بالقراءة في هذه الغرفة، وممّن حملوا تلك البطاقة أيضاً: ماركس، وديكنز، وفرجينيا وولف، وجورج برنارد شو.

تضم المكتبة مجموعة كبيرة من المخطوطات النادرة التي تعود إلى حضارات مختلفة. وفي ما يخصّ المخطوطات العربية والإسلامية، فإن رفوفها تضم 15 ألف عمل في 14 ألف مجلد لمخطوطات يرجع تاريخها إلى الفترة بين أوائل القرن الثامن والقرن التاسع عشر الميلادي، ومصدرها مجموعة واسعة من البلدان العربية، من اليمن إلى شمال أفريقيا، ومن البلدان الإسلامية أيضاً مثل إيران وآسيا الوسطى والهند والصين وإندونيسيا وماليزيا وغرب إفريقيا.

وتعتبر مجموعة المخطوطات العربية والإسلامية في المكتبة البريطانية من بين أكبر المجموعات في مكتبات أوروبا وشمال أمريكا، وتشمل بعضاً من أندر نسخ القرآن إلى جانب النسخ عالية الجودة من المخطوطات الدينية والتاريخية والأدبية والعلمية.

المساهمون