بدأت الدورة الـ18 لـ"المهرجان الدولي للفيلم بمرّاكش" أمس الجمعة. ومع اقتراب ذكرى اليوبيل الفضّي لتأسيسه، لا تزال مقاربة اختيار الأفلام المشاركة في مسابقته الرسمية تُثير جدلاً، خصوصا أنّ الإشارة الصريحة، في نصوص هذه الدورة تحديداً، إلى اقتصار المسابقة على الأفلام الأولى والثانية، تؤشّر إلى احتمال تثبيت هذا التوجّه المتبنّى، بشكلٍ غير مُصرّح به، من المدير الفني السابق برونو بارد. وهذا الاختيار صامد أمام التغييرات التي أحدثها الألماني كريستوف تيريكت، ومساعدته اللبنانية (زوجته) رشا السّلطي، منذ استلامه الإدارة الفنية في الدورة الماضية، بعد توقّف المهرجان عام 2017.
خطّ تحريري يدفع إلى طرح أسئلة عديدة، إذْ يراه مساندوه وسيلة لتحقيق تميّز عن المهرجانات التي تتبنّى، أوتوماتيكياً، خطاً تحريرياً شاملاً، خصوصاً تلك التي يصعب عليها الحصول على عروض عالمية أولى لأفلام جيدة، ما يجعل مسابقاتها الرسمية مجرّد تشكيلة "بيست أوف" لأفضل الأفلام المتوّجة أو المعروضة سلفاً في مهرجانات الصنف الأول.
وهذا من دون نسيان أنّ منح فرصة لمخرجين واعدين لعرض أفلامهم أمام لجنة تحكيم، تتشكّل دائماً من أسماء رفيعة طبعت تاريخ السينما (هذا أبرز نقاط قوة "مهرجان مرّاكش")، أمر مهمّ، حرص مخرجون كبار ـ رأسوا لجان التحكيم في دورات ماضية، كمارتن سكورسيزي وأمير كوستوريتزا وفرنسيس فورد كوبولا ـ على تحيّته بشكل صريح وحار، في خطاباتهم السابقة على إعلان النتائج، نظراً إلى أن غالبية الأفلام المنتقاة في مرّاكش مستقلّة، هي ذات رهان فنّي قوي، ما يُصعِّب عليها اقتحام أبواب المهرجانات الكبرى.
المناوئون للخط التحريري هذا يرون أنّ التوجّه يحدّ من صيت المهرجان وإشعاعه، وأنّ الأجدى تنظيم مسابقة شاملة، وتخصيص قسم أو جوائز خاصة بالأفلام الأولى، كما يحصل في معظم المهرجانات الدولية الكبرى. إذْ كيف يُعقل أنْ يُقصى مخرجون مغاربة، كفوزي بن السعيدي وهشام العسري وليلى كيلاني ومحمد مفتكر وغيرهم، عن المشاركة في المباراة على جوائز أهم مهرجان سينمائي يقام في المغرب، فقط لأن "عدّاد" أفلامهم تجاوز الاثنين؟
اقــرأ أيضاً
هناك أيضاً البرازيلية مايا دا رين، المتحدّرة من خلفية وثائقية، والمشاركة بـ"حمّى"، والسينغالي مامادو ديا، المشبع بمسار مدير تصوير، والمشارك بأول فيلم له بعنوان "أب نافع". كوريا الجنوبية إحدى أكثر الدول تتويجًا بـ"نجمة مهرجان مرّاكش الكبرى"، وأكثرها انتظاما في الحضور في المسابقة، ستتسابق بـ"ليلة مبعثرة" لِلي جي يونغ وكيم سول. أما المشاركة العربية، فتتمثّل بالفيلم الطويل الثاني للتونسي علاء الدّين سليم، المتفرّد بأجواء غرائبية، وبفيلم سعودي للمرّة الأولى، هو "آخر زيارة" لعبد المحسن الضّبعان. هناك أيضا "السيد المجهول"، أول فيلم طويل للمغربيّ علاء الدين الجمّ (خرّيج "مدرسة السينما إيساف" في مرّاكش)، ما حدّ من النقاشات البيزنطية التي ترافق، عادة، اختيار الفيلم المغربي في المسابقة الرسمية.
خطّ تحريري يدفع إلى طرح أسئلة عديدة، إذْ يراه مساندوه وسيلة لتحقيق تميّز عن المهرجانات التي تتبنّى، أوتوماتيكياً، خطاً تحريرياً شاملاً، خصوصاً تلك التي يصعب عليها الحصول على عروض عالمية أولى لأفلام جيدة، ما يجعل مسابقاتها الرسمية مجرّد تشكيلة "بيست أوف" لأفضل الأفلام المتوّجة أو المعروضة سلفاً في مهرجانات الصنف الأول.
وهذا من دون نسيان أنّ منح فرصة لمخرجين واعدين لعرض أفلامهم أمام لجنة تحكيم، تتشكّل دائماً من أسماء رفيعة طبعت تاريخ السينما (هذا أبرز نقاط قوة "مهرجان مرّاكش")، أمر مهمّ، حرص مخرجون كبار ـ رأسوا لجان التحكيم في دورات ماضية، كمارتن سكورسيزي وأمير كوستوريتزا وفرنسيس فورد كوبولا ـ على تحيّته بشكل صريح وحار، في خطاباتهم السابقة على إعلان النتائج، نظراً إلى أن غالبية الأفلام المنتقاة في مرّاكش مستقلّة، هي ذات رهان فنّي قوي، ما يُصعِّب عليها اقتحام أبواب المهرجانات الكبرى.
المناوئون للخط التحريري هذا يرون أنّ التوجّه يحدّ من صيت المهرجان وإشعاعه، وأنّ الأجدى تنظيم مسابقة شاملة، وتخصيص قسم أو جوائز خاصة بالأفلام الأولى، كما يحصل في معظم المهرجانات الدولية الكبرى. إذْ كيف يُعقل أنْ يُقصى مخرجون مغاربة، كفوزي بن السعيدي وهشام العسري وليلى كيلاني ومحمد مفتكر وغيرهم، عن المشاركة في المباراة على جوائز أهم مهرجان سينمائي يقام في المغرب، فقط لأن "عدّاد" أفلامهم تجاوز الاثنين؟
ثم، أليسَ أحق ألا يغلق هذا الاختيار الباب أمام مخرجين مرموقين، يُخصّصون في المستقبل "مهرجان مرّاكش" بعروض عالمية أولى، أو على الأقلّ مبكّرة، لأفلامهم في المسابقة الرسمية، نظراً إلى التراكم الذي تحقّقه سمعة المهرجان، عاما تلو آخر، بحكم احترافية تنظيمه، وأهمية الأسماء التي تُشكِّل لجانه، وفقرات التّكريم، ولقاءات الـ"ماستر كلاس"، وبرنامج "أطلس" لمرافقة مشاريع الأفلام ومكافأتها؟ مسابقة الدورة الـ18 تضمّ 13 فيلماً، ستحكّم بينها لجنة تترأسّها الممثلة الاسكتلندية تيلدا سوينتون، وتتألّف من المخرجتين الفرنسية ريبيكا زلوتوفسكي والبريطانية أندريا أرلوند، والممثلة الفرنسية الإيطالية كيارا ماسترويانّي، والمخرجين البرازيلي كليبير مندونزا فيلهو، والمغربي علي الصافي، والأفغاني عتيق رحيمي، والأسترالي ديفيد ميتشود، بالإضافة إلى الممثل السويدي ميكايل بيرسبراندت.
مفاجآت كثيرة يعكسها تصفّح لائحة الأفلام المشاركة، كفيلم التحريك "وردة مومباي"، للهندية جيتانجالي راو، وتسابق الإنكليزي ذو الأصل المغربي فيصل بوليفة بفيلمه الطويل الأول "لينّ ولوسي"، باسم بريطانيا. لبوليفة أفلام قصيرة حقّقت نجاحات مهمّة، كالفوز مرّتين بـ"جائزة إيلّي" في "نصف شهر المخرجين" في مهرجان "كانّ"، عن "اللعنة" (2012)، و"نقّطني" (2013)، والأول شارك في المسابقة الرسمية لـ"المهرجان الوطني للفيلم بطنجة"، وخرج خالي الوفاض. هناك أيضاً البرازيلية مايا دا رين، المتحدّرة من خلفية وثائقية، والمشاركة بـ"حمّى"، والسينغالي مامادو ديا، المشبع بمسار مدير تصوير، والمشارك بأول فيلم له بعنوان "أب نافع". كوريا الجنوبية إحدى أكثر الدول تتويجًا بـ"نجمة مهرجان مرّاكش الكبرى"، وأكثرها انتظاما في الحضور في المسابقة، ستتسابق بـ"ليلة مبعثرة" لِلي جي يونغ وكيم سول. أما المشاركة العربية، فتتمثّل بالفيلم الطويل الثاني للتونسي علاء الدّين سليم، المتفرّد بأجواء غرائبية، وبفيلم سعودي للمرّة الأولى، هو "آخر زيارة" لعبد المحسن الضّبعان. هناك أيضا "السيد المجهول"، أول فيلم طويل للمغربيّ علاء الدين الجمّ (خرّيج "مدرسة السينما إيساف" في مرّاكش)، ما حدّ من النقاشات البيزنطية التي ترافق، عادة، اختيار الفيلم المغربي في المسابقة الرسمية.