ويُعتبر حاتمي كيا أحد أشهر مخرجي أفلام تلك الحرب التي تُسمّى "الدفاع المقدّس". ويسرد الفيلم، المُرمَّم حديثًا، قصّة فتى من الكشافة يُقرِّر الالتحاق برفاقه المقاتلين على الجبهة.
منذ عام 2016، بات "مهرجان فجر الدولي للفيلم" مستقلاً، بعد أن كان سابقًا أحد أقسام "مهرجان فجر للفيلم" الذي يُنظَّم لغاية الآن في الأسبوع الأول من فبراير/ شباط من كلّ عام، لعرض أفلام إيرانية فقط.
أما "فجر الدولي"، فيُقدِّم في 9 أيام بعض أفضل إنتاجات السينما الإيرانية، وأفلاما من دول العالم، أمام جمهور إيراني فضولي ومتحمّس. وأعلن منظّمو المهرجان، الذي يُديره المخرج رضا مير كريمي، أنهم تلقّوا نحو ألفي فيلم، اختاروا منها 163 فيلمًا من 64 بلدًا، مع تركيز واضح على أفلام البلدان ذات الصناعة السينمائية المتواضعة.
يتضمّن المهرجان 3 أقسام رئيسية: المسابقة الدولية (سينما سعادت، Salvation Cinema)، وبانوراما أفلام آسيا والعالم الإسلامي، ومهرجان المهرجانات. يوزّع القسم الأول جوائز "السيمورغ" (العنقاء)، الذهبية والفضية، لأفضل فيلم وسيناريو وإخراج (جوائز مالية تتراوح قيمتها بين 16 ألفا و5 آلاف يورو) وتمثيل. فيه 15 فيلمًا روائيًا طويلاً (معظمها مُنتج عام 2019)، بينها 3 أفلام إيرانية تعرض للمرّة الأولى. هناك مثلاً التركي "انتماء" لبراك تشفيك، والروماني "مأوى في السحاب" لروبرت بودينا، والروسي "شباب روسي" لألكسندر زولوتوخين، والسلوفيني "الممسوح" لميحا مزّيني. بالإضافة إلى 3 أفلام لمخرجات: البلغاري "إيرينا" لنادجدا كوسيفا، و"بيله" لإينارا كولمان (لاتفيا)، والصيني "عصفور الربيع" لجينغ كسيانغ لي. وتشارك أفلام من الأرجنتين والدنمارك وألمانيا وبولندا والهند. وفي مسابقة الفيلم القصير، يتنافس 15 فيلمًا على "السيمورغ الفضي"، وجائزة مالية تبلغ 1300 يورو.
أما "بانوراما أفلام آسيا والعالم الإسلامي"، الذي اعتبره مير كريمي "مهمًّا" لكونه يسمح بتقديم مواهب من تلك البلدان، فيعرض 15 فيلمًا، منها "أمينة" لأيمن زيدان، و" مفك" لبسام جرباوي، بالإضافة إلى 3 أفلام من إيران، وفيلم واحد من كلّ من روسيا والصين وماليزيا وكازاخستان وأوزبكستان وأذربيجان وأفغانستان وتركيا وقرغيزستان. ويعرض "مهرجان المهرجانات" 18 فيلمًا برزت في عروض دولية، 6 من آسيا و6 من أوروبا الشرقية و4 من أوروبا الغربية، وفيلمان من كندا والأرجنتين.
أما الأقسام الأخرى، فهي: "أفلام كلاسيكية مرمَّمة"، تضمّ 12 فيلمًا، بينها 7 من روسيا، لا سيما من الاتحاد السوفياتي السابق، كـ"درسو أوزالا" و"ستالكر" لأندره تاركوفسكي، و"في الوطن بين غرباء، وغريب في الوطن" لنيكيتا ميخالكوف؛ و5 من إيران مُنتجة في ثمانينيات القرن الـ20، بمناسبة العيد الـ40 للثورة الإيراينة، منها "العداء" لأمير نادري (اختير لملصق المهرجان هذا العام)، بالإضافة إلى فيلم الافتتاح. قسم الفيلم الوثائقي، الذي يعتبره المنظّمون "أحد أفضل أقسام المهرجان"، يعرض 14 فيلمًا، بينها "الحقيقة ضاعت في البحر" للأردني رفعت عوده؛ وقسم "غصن الزيتون"، وهو "نافذة على التغييرات في العالم المُسلم اليوم، وعلى أزماته"، يعرض "يوم الدين" للمصريّ أبو بكر شوقي، وأفلام سورية وأردنية وفلسطينية (مذكورة أعلاه)، وأخرى من إيران والصين والهند وتايلاند. هناك تظاهرات أخرى أيضًا، كاستعادة للسينما الإيرانية مع مُخرجين مُجدّدين، وإضاءة على السينما الكوميدية.
وينظِّم المهرجان سوقًا للفيلم والأعمال التلفزيونية، تُشارك فيه 46 شركة من 22 بلدًا، و55 فيلمًا.
ورغم تقليص النفقات هذا العام، بسبب ارتفاع أسعار الصرف في إيران، كما أعلن رضا مير كريمي، فإنّ كلّ عائداته المتأتية من تذاكر مباعة ستمنح إلى ضحايا الفيضانات الأخيرة في إيران.