خلال السنوات القليلة الماضية، تأسّست أكثر من تظاهرة في تونس تختصّ بأحد الإبداعات الفنية التي تقدّمها المرأة، ومنها "مهرجان المسرح النسائي"، و"مهرجان الشاعرات المبدعات"، و"مهرجان الفن النسوي"، و"ملتقى المبدعات العربيات"، وفي معظمها يتعامل القائمون عليها مع إلى تجارب المرأة بوصفها حالة استثنائية أو موضوعاً للدراسة بينما هي حاضرة في جميع إشكاليات الواقع.
يغيب عن أغلب هذه التظاهرات المبدعون الرجال في تصنيف يُحدّد على أساس الجندر، وربما في ذلك انتقاص للمرأة نفسها أيضاً، ويجعل منها فعاليات أحادية في تصوّرها ورؤاها وتفاعل المشاركين فيها.
أسئلة عديدة تحضر مع انطلاق الدورة الثالثة من "المهرجان الدولي للفن النسوي" (شوفتهنّ) في العاصمة التونسية مساء بعد غدٍ الخميس، والتي تتواصل فعالياتها حتى العاشر من الشهر الجاري بمشاركة حوالي مئة فنانة من خمسين بلداً.
يحتضن "المسرح الوطني" في ساحة الحلفاوين في مدينة تونس العتيقة قرابة 250 عملاً في حقول متنوّعة كالسينما والمسرح والفنون التشكيلية والفوتوغراف، وهو من شأنه أن "يُفسح المجال أمام المبدعات لتقديم أعمالهن الفنية، خاصة أولئك اللاتي لم تحظين بفرص إبراز إبداعاتهنّ في المحافل الكبرى"، بحسب مديرة المهرجان ريم عمامي التي انتقدت ما وصفته بـ"تغييب المرأة عن المراكز العليا لصنع القرار في التظاهرات الثقافية".
كما تُكرّم الدورة الحالية الفنانة المسرحية الراحلة رجاء بن عمّار (1953 – 2017)، التي كانت إحدى المساهمين في تأسيس المهرجان عام 2015.
من بين العروض المشاركة؛ فيلم "شاي باللبن" (2016) لـ مي عبد الساتر من لبنان، و"بين الحديقة والبحر" (2016) لـ لوريان إيرين من كندا، و"خوارق" (2017) لـ صوفي فوكوفيتش من كرواتيا، و"نسوية" (2016) لـ فلوري بافارد من فرنسا، و"بلا جاذبية" (2011) لـ سيلفيا كاسيلينو من إيطاليا.