"مهرجان أهلّيل": قليل من البحث وكثير من الفولكلور

25 ديسمبر 2018
(من دورة سابقة)
+ الخط -

رغم أنَّ الكاتب والأنثروبولوجي الجزائري، مولود معمري (1917 – 1989) وثّق لفنّ أهلّيل، المعروف في منطقة قورارة بالجنوب الجزائري، وترجمَ عدداً من نصوصه من الأمازيغية إلى الفرنسية في السبعينيات، إلّا أن هذا التراث الموسيقي والأدبي لم ينل اهتماماً رسمياً كبيراً إلّا في السنوات الأخيرة، خصوصاً مع إدراجه ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي من قبل "منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والثقافة والعلوم" (اليونسكو) في 2005.

هكذا، ظهرت العديد من الفرق التي حاولت استلهام هذا الفن بطرق مختلفة، إلى جانب بعض التظاهرات الثقافية الخاصّة به، وأبرزها "المهرجان الثقافي الوطني أهلّيل" الذي انطلق في 2008.

تنطلق فعاليات الدورة الثانية عشرة من المهرجان في مدينة تِميمون بمحافظة أدرار (1400 كيلومتر جنوب الجزائر العاصمة)، الجمعة المقبل، وتستمر حتى الثلاثين من كانون الأوّل/ ديسبمر الجاري، بمشاركة قرابة أربعين فرقةً موسيقية متخصّصة في هذا الفن التراثي.

وتتوزّع الفرق المشاركة بين أربعة وعشرين فرقةً تابعةً لجمعيات ناشطة في مجال تراث أهلّيل، وخمسة عشر فرقةً تؤدّي أنماطاً موسيقية تراثية مختلفة.

إلى جانب العروض الموسيقية التي تُقام على خشبة "مسرح الهواء الطلق" في تِميمون، تُنظَّم ندوة فكرية حول "أهلّيل" بمشاركة "مخبر فضاء الصحراء في مدوّنة السرد الجزائري" في جامعة أدرار، و"بيت الشعر الجزائري"، بمشاركة عددٍ من الباحثين والأكاديميّين.

وتكرّم الدورةُ الناشطَ الثقافي في مجال التراث، مولاي سليمان الصدّيق المعروف باسم "مولاي تيمي"، والذي عُرف بنشاطاته في خدمة تراث المنطقة، ومرافقته عدداً من الباحثين والأكاديميّين الذين اشتغلوا على هذا التراث، وأبرزهم مولود معمري.

يُعدّ المهرجان الذي يحتفي بهذا الشكل الفنّي الذي يصفه معمري بأنه "مظهر موسيقي وأدبي في آن واحد، ومشهد مسرحي دنيوي وفي الوقت نفسه احتفالٌ ديني تقريباً"، من التظاهرات الثقافية القليلة التي تمكّنت من الاستمرار بشكل منتظم منذ تأسيسها. غير أن ذلك يبدو غير كافٍ، خصوصاً مع اقتصار الفعاليات، أو تكاد، على الجانب الفرجوي والفولكلوري، دون العمل على استكمال ما بُدأ من عملٍ لتوثيق ودراسة وترجمة هذا الفن، وتجديده أيضاً.

ورغم أن المهرجان أطلق، منذ تأسيسه، جائزتَين لأفضل بحث أكاديمي حول تراث أهلّيل ولجامع أكبر عددٍ من قصائده، إلّا أن ذلك يظلّ مرتبطاً بالمناسبة الموسمية، ولا يؤسّس لعملٍ بحثي يستمر على مدار السنة.

دلالات
المساهمون