"مها" المصرية تنتظر خبراً عن زوجها المعتقل

شاركت مها المكاوي وزوجها في التظاهرات المناهضة للرئيس المعزول محمد مرسي في 30 يونيو/حزيران عام 2013. مع ذلك، حدث معها ما لم تكن تتوقعه؛ فقد اعتقل زوجها بتهمة الانضمام إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، وما زالت لا تعرف عنه شيئاً.

تقول المكاوي لـ"العربي الجديد": "اعتقل زوجي أشرف شحاتة في 13 يناير/كانون الثاني الماضي من أمام مدرسته الخاصة على طريق صفط اللبن- كرداسة، في تمام الساعة 12 ظهراً. ومنذ ذلك الوقت، لا نعلم عنه شيئاً". وتُضيف: "في اليوم التالي، توجهت إلى قسم الشرطة لتحرير محضر حول اختفائه، حمل الرقم 115 إداري مركز كرداسة. وأجريت وأهلي اتصالات مع كافة الجهات المسؤولة، حتى علمنا أن جهة أمنية اعتقلته. وتأكدت من شخصيات عدة أنه ما زال على قيد الحياة، وكان كل شخص يأتي إليّ ليطمئنني عنه، يردد هذه العبارة: "لا تقلقي، شوية وهيرجع (سيرجع عما قريب)، هو بخير، سيطلق سراحه بعد التحقيق معه، لا داعي للقلق".

الوعود كانت كثيرة. "أُخبرت أنه سيتم إطلاق سراحه بعد الاستفتاء على الدستور، ثم بعد الانتخابات الرئاسية. مرت الأيام والشهور، ولم يرجع بعد"، تقول المكاوي. وتُضيف: "علمت في وقت لاحق أن أحد الأشخاص أبلغ عن زوجي، وقال إنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، فاعتقل". وتؤكد "أنها وزوجها ليس لهما أية علاقة بالإخوان، والتحقيقات ستثبت ذلك. وكوننا من سكان كرداسة لا يعني أننا ننتمي إلى هذه الجماعة".

تتابع المكاوي سرد حكايتها، وتوضح: "إحدى الرسائل التي وصلتني، ضمن تلك الكثيرة، من بعض المسؤولين، ما زلت عاجزة عن فهمها حتى اليوم. تقول الرسالة إنه ممنوع على أي شخص معرفة تفاصيل عن زوجي، وما حدث معه مجرد "قرصة ودن"؛ لأن بعض المسؤولين أوصوا بالاهتمام به. لم يقل لي أحد أكثر من ذلك؛ خشية أن يتعرض للأذى".

وتواصل المكاوي، والأسى باد على وجهها: "تحملت وأولادي الكثير، صبرت نحو عشرة أشهر على أمل أن يعود. لكم أن تتخيلوا معاناة زوجة وأم لثلاثة أولاد، يتم أخذ والدهم فجأة من دون أن يكون قد ارتكب أي ذنب أو جريمة. لا نعرف عنه أية معلومات. حالتنا النفسية صعبة للغاية. أصبحت كالغريق الذي يتعلّق بقشة. أريد فقط معرفة مكانه وتهمته". تصمت قليلاً، وتشيح بعينيها الزائغتين بعيداً، قبل أن تُضيف: "هل خرجنا في 30 يونيو/حزيران ليحصل معنا هذا؟ تعبت من القهر والظلم، ولم أعد قادرة على احتمال المزيد".