منذ انتشار فيروس كورونا في العالم والتزام الحجر المنزلي، بادر عدد من الفنّانين إلى إنتاج أعمال فنيّة من بيوتهم بالإضافة إلى مبادرات فنيّة مختلفة شملت مختلف الفنون من موسيقى وغناء ورسم ومسرح.
الممثّل والمخرج المسرحي اللبنانيّ، قاسم إسطنبولي، مؤسّس "مسرح إسطنبولي" و"جمعية تيرو للفنون" بادر بإطلاق مشروع أطلق عليه اسم "من كل بيت حكاية"، وهو يعتمد على البثّ المباشر عبر الإنترنت على صفحة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال لـ "العربي الجديد": "بسبب الظروف التي تعاني منها البشرية، نحاول العمل من خلال فتح صلة وصل بين الفنّانين والجمهور، وذلك حفاظاً على السلامة العامة والتواصل من خلال منصّاتنا لمن يرغب بعرض أعماله الفنيّة والتعبير عبر الفنون المختلفة ومشاهدة الأعمال الفنيّة".
وأضاف: "بعد تعليق كافّة النشاطات والأعمال وإقفال المسرح الوطني اللبناني التزاماً بقرار التعبئة العامة والحجر المنزلي، بدأنا بمحاولة إطلاق مبادرات مختلفة، ونحن ملتزمون البيوت، لكي نبقى على علاقة مع الجمهور ومع الفنّانين، وحتى مع المتدربين الذين كانوا يتدربون في المسرح، وذلك عن طريق الاشتراك في ورش تدريبية، سواء كانت في المسرح أو الرسم أو التصوير قبل أزمة كورونا، وتولَّدت فكرة (من بيت حكاية)، وهي عبارة عن قصص يشاركنا الناس، بها سواء حكاياتهم الخاصة أو من خلال (حكواتي) محترف كي تصل هذه الحكاية إلى الناس من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي".
أما المبادرة الثانية، فقد أطلِقَ عليها اسم "من الشباك"، وهي ترتكز على فكرة أن أي شخص يستطيع تصوير فيديو بواسطة هاتفه المحمول من نافذة أو شرفة، على أن يتضمن الفيديو قصة أو أغنية أو قصيدة أو عزفاً للموسيقى. ويجب ألا يتخطى الدقيقتين، أو تصوير أي مشهد يستحق التصوير بشرط أن يكون من نافذة البيت. وليقوم بمشاركتها من خلال صفحة الـ"فيسبوك"، ويمكن أن يتم جمع هذه الأفلام في فيلم وثائقي أو سينمائي، حسب المواد المرسلة من الأشخاص المشاركين في هذه المبادرة لمشاركتها مع الجمهور. ولفت إسطنبولي إلى أنه تواصل مع مخرجين عرب وأجانب شاركوا في "مهرجان صور السينمائي الدولي" لإرسال أفلامهم السينمائية القصيرة برمز سري معين، يمكن مشاركتها لفترة قصيرة على منصات مواقع التواصل الاجتماعية، كي يشاهدها الجمهور الملتزم بالحجر المنزلي، ولتشجيعهم على البقاء في المنزل حفاظاً على سلامتهم.
وبادر إسطنبولي أيضاً إلى إطلاق ورشات تدريبية من خلال البث المباشر على منصات التواصل الاجتماعي في مختلف الاختصاصات، وخاصة في الرسم وبث تصوير اللوحات خلال رسمها، وكذلك في كتابة السيناريو والمسرح كي تبقى العلاقة مع المتدربين، و"كي نصنع طاقة إيجابية في ظل الإحباط الذي خلّفته جائحة كورونا والبقاء في البيت". وأكّد إسطنبولي أن جمعية "تيرو للفنون" تعمل على برمجة العروض السينمائية الفنيّة والتعليميّة للأطفال والشباب، وتقديم السينما لأي مُخرج يريد عرض فيلمه بالمجان، وإلى نسج شبكات تبادليّة مع مهرجانات في الخارج، وفتح فرصة للمخرجين الشباب لعرض أفلامهم، وتعريف الجمهور بتاريخ السينما المحليّة والعالميّة.