"منقدر": أسوأ نسخة من الـ"ون مان شو"

30 مايو 2019
يلعب دور الحكيم الساخر ويتهكم بسطحية (فيسبوك)
+ الخط -
عندما افتتحت قناة "لنا" السورية في رمضان الماضي، تمكنت من جذب الجمهور بسرعة كبيرة، لتكون الخيار الأول بالنسبة للكثيرين منهم، على الرغم من أن برنامجها الرمضاني السابق لم يحتو سوى على ثلاثة مسلسلات جديدة، وعرضت على شاشتها في رمضان مسلسلات سورية قديمة، على عكس ما يحدث في القنوات العربية عادةً. يعود سبب نجاح "لنا"، إلى أنها خصصت ساعات بثها جميعاً للدراما السورية، من دون أن تقحم أي برامج فيها، إخبارية أو ترفيهية. لكنها بعد انتهاء رمضان، بدأت بإقحام عدة برامج أسبوعية، لم يحقق أي منها النجاح المأمول.
في الموسم الرمضاني الحالي، حافظت "لنا"، إلى حد ما، على الوصفة الناجحة التي اختبرتها في رمضان الماضي، ليضم برنامجها الرمضاني عشرة مسلسلات، خمسة منها قديمة ومثلها جديدة، لتحافظ على جمهورها؛ لكن القناة فقدت جزءاً من شخصيتها بسبب تخصيص جزء من ساعات بثها للبرامج الترفيهية، ولا سيما برنامج "منقدر" القصير، الذي يقدمه علي بوشناق. تحول البرنامج من أسبوعي إلى يومي مع بداية شهر رمضان، ويعرض مباشرةً بعد موعد الإفطار.
الخيار بدا غريباً منذ البداية، فقناة "لنا" لم تعدّ برنامجاً دينياً يناسب موعد الإفطار، ولم تعد برنامج مسابقات أو برنامج مقالب خفيفة يملأ وقت الفراغ، بل اختارت برنامج "منقدر"، الذي تلائمه منصات "يوتيوب" المفتوحة بأحسن الأحوال؛ فهو برنامج ينتمي لنمط الـ"ون مان شو"، يحاول مقدمه أن يلعب دور الحكيم الساخر، فيتهكم على الواقع بسطحية، ويقدم النصائح بتذاكٍ، ويزيد الطين بلة حضوره الثقيل والمشاهد التمثيلية المتواضعة التي يؤديها منفرداً ويضيفها إلى سرده.
السمة الرئيسية التي يمكن وسم برنامج "منقدر" بها هي الاستسهال، فجميع المعلومات العامة التي يسردها بوشناق هي مأخوذة من ويكيبيديا، وغالبية النكات التي يلقيها هي من النكات المستهلكة في برامج أخرى؛ وحتى عندما فكر في إضفاء بعض التفاصيل لتعطي خصوصية للنسخة الرمضانية من برنامجه، اكتفى بوضع فانوس بجانبه، وعلّق على إضافته بسخرية تبين استخفافه بعقل المشاهد، حيث يسأل نفسه، في الحلقة الأولى، عن الطريقة التي يجعل من برنامجه رمضانياً، فيضع الفانوس وهو غير مقتنع، وكأنه يساير المشاهدين.
أما على صعيد المواضيع التي يتناولها بوشناق في النسخة الرمضانية من برنامجه، فهي تختلف عن برنامجه الأصلي؛ فبدلاً من احتفائه بشخصيات ناجحة عالمياً أو محلياً، راح يتناول في كل حلقة موضوعاً بسيطاً، كالشاورما أو البكالوريا، ليبدأ بتقديم نصائح عامة ذات صلة بالموضوع، أو على غير صلة به، ويوظف كل طاقاته الساخرة ومعلوماته الضئيلة في طريقة واحدة، وهي احترام السلطات والسخرية من المهمشين.
مثلاً، نراه يسخر من البائعين البسطاء ويدافع عن النظام السوري المسؤول عن الأزمات الاقتصادية التي تعيشها البلاد. وبذلك يكون برنامج بوشناق هو أسوأ نسخة من برامج الـ"ون مان شو" من حيث التوجه والأداء، حيث إنه يستثمر شكلا فنيا جديدا وشعبيا في شكل رديء للغاية.
المساهمون