تعود بدايات الرسوم المتحرّكة (أو الفن التاسع كما يطلق عليها نقّاد الفن) مطلع القرن الماضي في بلجيكا، قبل أن تنتشر في أوروبا والولايات المتحدة واليابان مع تطوّر التقنيات وظهور مدارس حديثة، وتقدّم عبر نتاجات سينمائية ضخمة تستقطب الصغار والكبار معاً.
في العالم العربي، ورغم ظهور أول فيلم تحريك على يد الفنان المصري أنطوان سليم بعنوان "مشمش أفندي – مافيش فايدة" عام 1936، لكن لم يؤسّس لها صناعة خاصة لها لأسباب عديدة حيث تغيب المؤسسات ذات قاعدة تكنولوجية رصينة، ولم يجر استحداث معاهد خاصة لتدريس فنون التحريك إلا في السنوات الأخيرة، وظلّ الإنتاج يعتمد على مبادرات فردية.
"المنتدى الدولي للأشرطة المرسومة" يحافظ على انتظامه في دورته الثانية عشرة التي تنطلق في تطوان مساء غدٍ الأربعاء ويتواصل حتى السادس من الشهر الجاري، بتنظيم من "المعهد الوطني للفنون الجميلة" في المدينة، بالتعاون مع "جمعية "شوف"، بمشاركة 40 رساماً وناشراً من عشرة بلدان.
تحتفي الدورة الحالية بالفنان الجزائري سليم سوهالي (1956)، الذي تمتد تجربته في الكاريكاتير إلى نصف قرن، قدّم خلاها رسومات تنتقد المشكلات السياسية والاجتماعية التي تعيشها بلاده، وصمّم عدداً من الشخصيات الشهيرة مثل "زينة" و"بوزيد" و"أمزيان"، وكذلك يجري تكريم الفنان المغربي لحسن بختي (1958) الذي تنوّعت تجربته بين الكوميكس والكاريكاتير وتصميم أغلفة الكتب وملصقات الأفلام والرسوم الإعلانية.
تنظّم التظاهرة هذا العام تحت شعار "الأشرطة المرسومة بين الإبداعي والتربوي"، حيث تعقد ورشة تحمل العنوان ذاته ويشارك فيها كريستوف روسان من فرنسا، وبارلي باروتي من الكونغو، والمهدي الزواق ومصطفى سميلة ومحمد الجعماطي من المغرب.
كما تُعقد ورشة حول إنجاز مجلة للأشرطة المرسومة يديرها ستيفان ديزبيرغ وجوهان دي مور من بلجيكا، ومائدة مستديرة بعنوان "الشبكة الأفريقية للأشرطة المرسومة: أي رؤية مستقبلية؟"، بمشاركة ديدي كاساي من أفريقيا الوسطى، ودان بومبوكو من الكونغو، وخالد عفيف من المغرب.
على هامش المنتدى، تقام عدّة معارض للفنانين المشاركين؛ من بينهم: فريدريك بيزيان ولانفوست لديدي تاركان من فرنسا، ومعرض "حول أفريقيا" الذي يضمّ لـ آل ماتا وليون اتشميميبا من الكونغو، وديدي كاساي من أفريقيا الوسطى، ومعرض جماعي لفنانين شباب من المغرب، هم: عصام العسري، وإسماعيل أولحاج علا، وعمر آيت سكوزيد، وزكريا التمالح، وعمر الناصيري، وإبراهيم الرايس، وفؤاد خياد، وأمين الوزاني التهامي.