وفي بيان له نشرته الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، هنّأ المفتي، عبد الفتاح السيسي، والشعب المصري، بتدشين المرحلة الأولى من المشروع بالفرافرة، والذي يستهدف تطوير وتنمية 1.5 مليون فدان بواحة الفرافرة بالوادي الجديد، وذلك ضمن مشروع استصلاح أربعة ملايين فدان في 13 منطقة بثماني محافظات على مستوى الجمهورية.
وأكد "علام" أن مصر، تُثبّت يوما بعد يوم، خطاها على طريق الاستقرار، والتنمية للبلاد، والعباد، وهو المقصد الذي أوجدنا الله، واستخلفنا في الأرض من أجله.
اقرأ أيضاً:السيسي يعيد تمثيل "طباخ الريس" في الفرافرة
ودعا المصريين جميعاً، وخصوصاً الشباب إلى المشاركة بفعالية، وتفانٍ في تنفيذ هذا المشروع القومي، من أجل تحقيق النمو، والرخاء لمصرنا الحبيبة، على حد قوله.
وكانت المؤسسة الدينية في مصر، قدمت عدة فتاوى لخدمة نظام الحكم القائم، منها فتوى شيخ الأزهر الدكتور، أحمد الطيب، بتشبيه مُقاطِع الانتخابات البرلمانية في مصر بـ(العاق لوالديه).
وانتعشت بورصة الفتاوى السياسية في مصر، ووُجّهت بالأساس ضد معارضي النظام للتغطية على السياسات الخاطئة، وقمع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالحرية، واستبقت الفتاوى القرارات السياسية في تناغم غير مسبوق.
وفي أغسطس الماضي صدرت التعليمات لجميع الأئمة، والخطباء بإلقاء خطبة الجمعة عن فضائل مشروع قناة السويس، وما يعود به على الاقتصاد المصري من فوائد جمّة، وطُلب منهم أن يستذكروا النصر الذي تحقّق للنبي (محمد) في غزوة الخندق تشبيهاً للخندق الذي حفره النبيّ، وأتباعه بتوسعة القناة.
ودأبت مشيخة الأزهر على الدفع بأعضائها للإشادة به، ووصلت المبالغة في الثناء عليه إلى تشبيه السيسي بالأنبياء، وإصدار فتاوى تُجيز فقء عيون معارضيه في توظيف للدين لخدمة السلطة.
اقرأ أيضاً:مصر: تظاهرة بالشموع والبالونات للتنديد بحبس الصحافيين
وتعددّت تصريحات المشايخ المشيدة بالسيسي، والمهاجمة لمعارضيه، كإجازة أستاذ الشريعة في الأزهر، الدكتور عطية عبد الموجود، للرئيس أن يفقأ عيون المصريين، إن كان ينفّذ في ذلك شرع اللّه.
وإلى جانب ذلك أفتى أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة، بتجريم ترديد شعار (يسقط حكم العسكر)، وذهب أستاذ الفقه في جامعة الأزهر الدكتور سعد الدين الهلالي إلى وصف السيسي، ووزير الداخلية السابق محمد إبراهيم بأنهما (رسولان بعثهما الله لحماية الدين).
وقال الهلالي إن (اللّه بعث رجلين هما السيسي، وإبراهيم، كما أرسل من قبل موسى وهارون)، ووصف وكيل وزارة الأوقاف، الشيخ سالم عبد الجليل، معارضي السيسي بأنهم (بغاة يجب قتلهم).
وحرّض المفتي السابق، علي جمعة، علناً على قتل المعتصمين في ميدانَي رابعة، والنهضة قائلاً: (طوبى لمن قتلهم وقتلوه)، ثم قال جمعة خلال برنامجه (واللّه أعلم) على قناة (سي. بي. سي)، إن (الأمير الآن يمثّله الرئيس عبد الفتّاح السيسي، ويجب طاعته وعدم عصيانه مسترشداً بأحاديث نبوية.
وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني، أجازت دار الإفتاء المصرية، دفع أموال الزكاة لإصلاح شبكات الصرف التي تعمل على تصريف مياه الأمطار المتراكمة وكذلك دفعها لإنشاء مخيّمات إيواء للمصابين في أحداث السيول التي أوْدت بمساكنهم أخيراً.
وفي الوقت الذي بدت المؤسسة الدينية الإسلامية في مصر، مرحِّبة بمشروع استصلاح المليون ونصف فدان، أبدت بعض الأطراف المسيحية غضبها من المشروع، فوجّه القس أيوب يوسف، راعي كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك، بدلجا في دير مواس بالمنيا، جنوب مصر، انتقاداً لمشروع استصلاح المليون والنصف مليون فدان، بعد أن تم استعراض المنشآت الخاصة بالمشروع، ومنها مسجد، وقسم شرطة ومستشفى، مع تجاهل وجود كنيسة.
وقال أيوب، في تصريحات صحافية اليوم، "إن هذا يدفعنا لطرح سؤال، والسؤال من حقنا، لماذا لا توجد كنيسة؟"، وتابع "لديّ شخصياً إجابة قد تكون خطأً أو صواباً، فمن الواضح أنه سيتم تمليك هذه الأرض للمصريين المسلمين فقط، أو أن الدولة لا تعترف بوجود مصريين مسيحيين، وكلاهما ينبئ بالخطر".
وأشار إلى أن كلامه ليس "مبالغة"، مضيفا "أتمنى أن لا يقول لي أحد: يا أبونا مصر مش مستحملة".
وأضاف، لو أن الإدارة الهندسية عملت كنيسة على غرار المسجد، لاعتاد الناس على وجود المسجد والكنيسة، ويتم بذلك التخلص من مشكلة الطائفية، وقال: "أرجو أن يصل صوتنا هذا لمن يهمه الأمر".