وقف المذيعان الغزّيان محمد هنية وفاطمة القاضي، وهما يرقبان الثواني الأخيرة من ساعات البث الـ65 المتواصلة دون أي انقطاع، إلى جانب عدد كبير من الأسرى المحررين والصحافيين وناشطي الإعلام الاجتماعي، أملاً في دخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية.
وضجّ مقر إذاعة "طيف" في مدينة غزة، بالعشرات من الناشطين والإعلاميين الذين احتشدوا إلى جانب المذيعَين هنية والقاضي للاحتفال معهما بنجاحهما في الاستمرار في أطول موجة إذاعية خاصة بالأسرى والتي حملت اسم "مليون سنة أسر" دون أي انقطاع بالرغم من الصعوبات والضغوطات الجسدية الهائلة التي واجهها المذيعان.
وشارك في الموجة الإذاعية المفتوحة التي أشرف عليها مكتب إعلام الأسرى ونفذتها إذاعة "طيف"، عددٌ من الشخصيات السياسية البارزة كرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، والناطق العسكري باسم كتائب "القسام" أبو عبيدة، ومختصون في مجال قضية الأسرى وحقوقيون وناشطون.
وبدأت الموجة الإذاعية الأطول في تاريخ الإذاعات العالمية، عصر السبت المنصرم، واستمرت حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء، دون أي انقطاع، في الوقت الذي أشرف عدد من الهيئات والشخصيات الحقوقية والقانونية بالرقابة على الموجة والتزامها الكامل بالشروط.
(عبدالحكيم أبو رياش)
ويقول المذيع هنية لـ"العربي الجديد" إن العمل في إطار أطول موجة إذاعية كان يتطلب تحضيراً نفسياً وجسدياً بالإضافة لنظام غذائي خاص لضمان المواصلة والاستمرار خصوصاً في ظل الشروط والمعايير الخاصة بالبث المباشر المتواصل والتي كان أبرزها عدم النوم.
ويؤكد المذيع الفلسطيني على أن الأمر رغم صعوبته وانعكاساته الصحية التي يتعرض لها المشارك في التجربة، إلا أن إيصال رسالة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية كان يتطلب المغامرة والتحدي لضمان نجاح الموجة الإذاعية بشكل كامل.
وينوّه إلى أن المخاوف الصحية التي واجهته وزميلته القاضي كانت تتمثل في ضرورة الاستيقاظ الطويل والجلوس بشكل متواصل دون أي نوم طوال الساعات الـ 65، وهو ما من شأنه أن يؤثر على حواس الجسم، إلا أن الإرادة القوية كانت عاملاً من عوامل النجاح.
وعن الشروط توضح المذيعة القاضي لـ"العربي الجديد" أنه كان يتوجب عليها وزميلها هنية ألا يغيب صوتهما عن الهواء لأكثر من "10 ثوانٍ" وعدم السماح للضيف المشارك في الموجة بالحديث لأكثر من دقيقة، وهو ما تحقق طوال عملية البث للموجة.
وتشير إلى أن الموجة الإذاعية التي شاركت بها كانت الأطول بين إذاعات العالم حيث حطمت إذاعة "طيف" الرقم القياسي المدرج باسم الإذاعة الأردنية والذي استمر بثها لنحو 61 ساعة بث متواصل في قضايا متنوعة وعديدة، في الوقت الذي اقتصرت موجتهم الإذاعية على قضية الأسرى فقط.
وتلفت القاضي إلى أن أبرز اللحظات صعوبة كانت ليلة الإثنين؛ إذ تعرضت وزميلها هنية للإرهاق الجسدي وكان البث الإذاعي مهدداً بالتوقف في أية لحظة نظراً لارتفاع ضغط الدم لديهما بفعل التعب وقلة النوم جراء العمل بشكل متواصل في البث المباشر.
(عبدالحكيم أبو رياش)
وفي السياق، يقول مدير مكتب إعلام الأسرى عبد الرحمن شديد لـ"العربي الجديد" إن الهدف من الموجة الإذاعية الأطول كان إيصال رسالة الأسير الفلسطيني إلى كل العالم ودخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية بقضية الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال.
ويؤكد شديد على ضرورة أن تتولى الجهات التخصصية كالمؤسسات الحقوقية والرسمية والشعبية والفصائلية قضية الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية ورفعها في مختلف المحافل الدولية من أجل إنصافهم والوقوف في وجه الممارسات الإسرائيلية بحقهم.
ويشير مدير مكتب إعلام الأسرى إلى أن التحضير للموجة الإذاعية الأطول في العالم استمر لأكثر من 6 أشهر متواصلة، حيث بدأت الاستعدادات منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي عمل خلالها 40 فرداً ضمن طاقم العمل في مختلف المجالات للخروج بشكل كامل يضمن النجاح.