"ملتقيات الرباط للفوتوغرافيا": عن معنى النسيان

تنفتح "ملتقيات الرباط للفوتوغرافيا" منذ تأسيسها عام 2016 على فنون بصرية مختلفة بالإضافة إلى التصوير، مثل فن الفيديو والأعمال الإنشائية والتجهيرات، ليس من خلال توفير منصات العرض فحسب إنما عبر إيجاد فضاء تفاعلي لإثارة الأسئلة حول التفكير الفني وتطوّر اتجاهاته الفلسفية وقضايا التذوق الجمالي.

انطلقت فعاليات دورته الثالثة في العاشر من الشهر الجاري وتتواصل حتى الثلاثين منه، بتنظيم من "الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي" التي تحتفل بالذكرى الثلاثين على إنشائها، بالتعاون مع "مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير" ووزارة الثقافة.

تحمل الملتقيات هذا العام عنوان "فوتوغرافيات الذاكرات، وذاكرات الفوتوغرافيات"، وتتوزّع العروض على عدة فضاءات ثقافية في رواقي "باب الرواح" و"محمد الفاسي" وغاليري "Espace CDG Expressions"، حيث "تتناول الذاكرة الجمعية والفردية، وذاكرة الأمكنة والفضاءات، وذاكرة صورة، وصور الأفراد والجماعات"، بحسب بيان المنظّمين.

وأشار البيان إلى أن "المشاركين سيناقشون في لقاءاتهم معنى الأرشفة والتوثيق والتأريخ، ويطرحون التساؤلات عن معنى النسيان في الزمن الراهن، في سياق الاحتفاء بالآتي واستشراف للمستقبل أكثر منه انغماساً في الذكريات الماضية".

اختارت التظاهرة الفنان الكوبي راوول كانيبانو ضيف شرف، من أجل الإضاءة على تجربته التي تعود بداياتها إلى عام 1989، حين قرّر عامل في محل وصل المعادن تصوير الذهاب بكاميرته لتصوير هافانا والأرياف إثر انهيار الاتحاد السوفييتي وبدء تغيّرات اقتصادية واجتماعية كبرى شهدتها كوبا، ليراكم بعد حوالي ثلاثة عقود آلاف الصور التي توثّق الحياة اليومية ونضالات الكوبيين البسطاء.

يشارك في الدورة الحالية عدد من الفوتوغرافيين؛ من بينهم: زكرياء آيت واكريم، وأمين أولمكي، وسعد التازي، وليلى غاندي، وعبد الغني بيبط، والتهامي بنكيران، وأوريل أوندروس بنمجدوب، وعبد الرحمن دكان، وياسمين حاتمي، وامحمد كيليطو، وفاطمة مزموز، وزايد نايتعلي، وابن الفاروق، وسعيد الرايس، وفيرونيك شانتو فرانسوا بوران من فرنسا.

وتنظّم عدّة معارض للمخرج السينمائي والفوتوغرافي داوود أولاد السيد، وفؤاد معزوز، ومصطفى الروملي، والمصوّر الفرنسي باتريس لوبون، وتقام مائدة مستديرة حول ذاكرة الفوتوغرافيا يتحدّث خلالها المخرجيْن السينمائييْن علي الصافي وسعد الشرايبي.

كما تم الإعلان عن "الماراثون الفوتوغرافي"، وهو مسابقة تدعمها "مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير" لتشجيع الهواة على التصوير.