وتزامن ذلك مع ازدهار صناعة الورق وفنون الخط والزخرفة، وأساليب استعمال الأحبار والألوان، وظهرت آداب وتقاليد التعامل مع الكتاب في مختلف المجالات بدءاً من الفقه والحديث والتفسير واللغة وليس انتهاءً بالفلسفة وعلم الكلام والتصوف والطب والفلك والرياضيات.
تنطلق عند الخامسة من مساء الجمعة المقبل، العشرين من الشهر الجاري، أعمال الدورة الأولى من "الملتقى الوطني الأول للمخطوطات" في مدينة تارودانت المغربية (560 كلم جنوبي الرباط)، وتتواصل لثلاثة أيام بتنظيم من وزارة الثقافة وجهات أخرى.
تركّز على الدورة الحالية على "الوراقة في سوس، تاريخ وأعلام وسمات" بحسب بيان المنظّمين، ويشارك فيها عدد من الباحثين، والدارسين المتخصصين من أجل التعريف بمراكز الوراقة من مدارس وزوايا وأسواق ومكتبات وخزائن، ودراسة جوانب الكتاب المخطوط المختلفة المتعلقة بطرق إنتاجه عبر القرون، وطرق تداوله، وأشكال تسخيره لنقل المعرفة والفكر، وتتبع ودراسة سماته وخصائصه.
يتوزع برنامج التظاهرات بين جلسات عامة وورشات تكوينية في تحقيق المخطوط، كما تُعرض بعض المخطوطات والوثائق التاريخية، إضافة إلى تنظيم زيارة ميدانية لـ "خزانة الإمام علي التراثية" (المعهد الإسلامي قديماً)، كما يكرّم كلّ من الباحثين أحمد شوقي بنبين، واليزيد الراضي، وعبد العزيز الساوري.
من بين الأوراق المشاركة: "تطور الوراقة في سوس، ومراكزها الكبرى" لـ المهدي بن محمد السعيدي، و"مواد الكتابة ووسائلها (المداد، الكاغد، الرق، القلم…)" لـ إبراهيم أيت أوغوري، و"التزويق والزخرفة" لـ الحبيب الدرقاوي، و"النساخة والخط" لـ مولود الحنفي، و"التسفير والتجليد" لـ محمد علوان، و"الحفظ والصيانة (الخزانات والمكتبات…)" لـ الحسن شجيد، و"عمليات البيع والشراء" لـ آمنة الراضي.
إلى جانب ورقة بعنوان "الوقف" لـ حسن تقي الدين، و"الإعارة والرهن" لـ عمر أعميري، و"المخطوط السوسي بين تربصات مصدرة وآفات الواقع" لـ المختار النواري، و"التراث المخطوط في سوس، سماته وخصائصه" لـ اليزيد الراضي، و"أعلام الوراقين والنساخ السوسيين وأعمالهم" لـ عبد العزيز الساوري، كما تعقد ورشة تطبيقية حول تحقيق المخطوط.