- تحدثت دانا فراس عن التحديات التي تواجه مواقع التراث العالمي في مناطق الصراع، مشددة على أهمية الإدارة الجيدة للقطاع السياحي واستغلال التراث بشكل أمثل.
- سلطت سهير وسطاوي الضوء على دور "مكتبة قطر الوطنية" في حفظ الإرث الثقافي، مشيرة إلى الإقبال الكبير على المكتبة ومصادرها الإلكترونية، مما يعكس أهمية التراث كقضية حقوق إنسان.
كان موضوع الندوة التي نظّمتها "مكتبة قطر الوطنية" في مقرّها، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لافتتاحها الرسمي، مساء اليوم الثلاثاء، متقاطعاً بشكل جليّ مع الحدث الأبرز الذي شغل العالم أمس، ولا يزال، وهو حريق كنيسة "نوتردام" في باريس، حيث حملت الندوة عنوان "التراث الثقافي ودوره في الحفاظ على التاريخ والهوية والإرث الثقافي".
في كلمته، عبّر وزير الدولة القطري، حمد بن عبدالعزيز الكواري، عن "التعاطف مع الشعب الفرنسي بعد حريق "نوتردام"؛ المبنى الذي يحظى بمكانة تراثية ودينية وسياحية لدى الفرنسيين والعالم"، داعياً إلى أن يَفتح هذا الحادث عين المجتمع الدولي على حجم ما يتعرّض له التراث العالمي من مخاطر بين حروب وإرهاب وإهمال.
وأعرب الكواري عن يقينه بأن الفرنسيين لن يجدوا من يتعاطف معهم ويدرك حجم الخسارة والألم كالعرب والمسلمين، لأنهم تعرّضوا لنفس الأمر مرات عديدة، حيث قال: "تعرّض تراثنا على مر العصور للسرقة والنهب من قبل محتلّين، أو للتدمير والتشويه على يد متطرفين، وإن مدناً عربية تمثل متاحف مفتوحة تم تدميرها كحلب وحمص والموصل والقدس وتدمر وغيرها".
وحول دور قطر في حماية التراث، أكّد الكواري أن بلاده "تولي التراث جُلَّ اهتمامها، وتنظر إليه كركيزة من ركائز العمل الثقافي انسجاماً مع رؤيتها الوطنية لعام 2030"، مشيراً إلى أن "المؤسسات الثقافية، بما في ذلك "مكتبة قطر الوطنية" و"هيئة متاحف قطر"، تعمل بالتنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية على حفظ التراث وتعزيز مكانته".
من جهتها، تحدثت سفيرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للنوايا الحسنة، ورئيسة "الجمعية الوطنية للحفاظ على البتراء"، دانا فراس، عن حماية المواقع التراثية في المناطق المهددة بالصراعات والحروب، مشيرة إلى أن العديد من مواقع التراث العالمي تواجه في الوقت الراهن تحديات تتمثل في سوء إدارة القطاع السياحي، وعدم استغلال التراث الثقافي والطبيعي الاستغلال الأمثل.
وأضافت فراس: "لقد حُبينا في منطقتنا بكنوز طبيعية وتاريخية لا حصر لها، وتراث عريق لا مثيل له. وهنا في كل أنحاء مبنى هذه المكتبة، نرى الأدلة التي توثق وتسجل آلاف السنين من التاريخ والعلاقات الإنسانية".
وحول جهود المكتبة في حفظ الإرث الثقافي لقطر، قالت المديرة التنفيذية لـ"مكتبة قطر الوطنية"، سهير وسطاوي، إن "مفهوم التراث الثقافي أكبر بكثير من الكتب التي تحتويها أي مكتبة أو المقتنيات التي يعرضها أي متحف، بل هو قضية أساسية من قضايا حقوق الإنسان، قضية ترتبط ارتباطاً وثيقا بوعي الذات ووعي كرامة البشر".
بحسب معطيات قدّمتها وسطاوي، فإنه، وخلال العام الماضي، استقبل مبنى المكتبة الذي صمّمه المعماري العالمي رم كولهاس، نحو 740 ألف زائر، وبلغ عدد أعضاء المكتبة قرابة 140 ألف عضو، كما تجاوز عدد الكتب التي استعارها أعضاء المكتبة منذ الافتتاح مليون كتاب، فيما حضر فعالياتها أكثر من 21 ألف زائر.
ولم يقتصر إقبال الجمهور على استخدام المواد المطبوعة أو حضور الفعاليات والأنشطة التي تنظمها المكتبة فحسب، بل شمل كذلك استخدام مصادرها الإلكترونية، ومن أهمها "مكتبة قطر الرقمية" التي شهد موقعها أكثر من 2.5 مليون زيارة، وتحتوي هذه البوابة الإلكترونية على ما يزيد عن 1.5 مليون صفحة مُرقمنة من السجلات والوثائق والمخطوطات التاريخية حول قطر ومنطقة الخليج والعالم العربي، كانت حبيسة في أرفف وخزائن "المكتبة البريطانية" لكنها أصبحت اليوم في متناول الجميع للاطلاع والتنزيل مجاناً بفضل اتفاقية الشراكة مع المكتبة البريطانية، وفقاً لوسطاوي.