"مفاجأتا" كأس العالم يلتقيان لدخول التاريخ

تلتقي أكبر مفاجأتين في كأس العالم 2014 في مباراة مصيرية. فبعد أن أبهرت كوستاريكا الجميع، بتصدرها مجموعة الموت متفوقة على كبار كرة القدم، مثل إيطاليا وإنجلترا والأوروجواي؛ وصلت اليونان إلى الدور الثاني في مفاجأة أيضاً، بعد إقصائها ساحل العاج من دور المجموعات بركلة جزاء متأخرة.

وسارت كوستاريكا على خطا ذكريات مونديال إيطاليا 1990، عندما وصلت إلى الدور الـ16 وخسرت من تشيكوسلوفاكيا وغادرت المونديال آنذاك، في حين فعل المنتخب الكوستاريكي ما عجزت عنه إيطاليا وإنجلترا بالتأهل إلى الدور الثاني من المونديال، وتصدرت مجموعة الموت الأمر الذي سيمنح اللاعبين معنويات كبيرة من أجل حلم الوصول إلى الدور ربع النهائي.

ولم يتوقع أحد وصول هذين المنتخبين إلى هذا الدور من كأس العالم، إذ إن كوستاريكا كانت تُعتبر ضحية المجموعة الرابعة، لكنها بقوة وعزيمة لاعبيها صنعت المستحيل، خصوصاً عبر المهاجم المتألق كامبيل، الذي سيُشكل إزعاجاً كبيراً للدفاع اليوناني، في حين أن اليونان بلغت هذا الدور إثر ركلة جزاء في آخر دقيقة أمام ساحل العاج.

وسيكون هذا اللقاء الأول الذي يجمع المنتخبين في كأس العالم، في وقت حققت اليونان ثاني فوز لها في المونديال أمام ساحل العاج، والوصول إلى الدور الـ 16 يُعتبر تاريخيا للمنتخب اليوناني لأنه يحدثُ للمرة الأولى في تاريخ الكرة اليونانية، في المقابل تملك كوستاريكا سجلاً تهديفياً مرعباً أمام المنتخبات الأوروبية، فقد سجلت في سبع من آخر ثماني مواجهات، باستثناء مباراة إنجلترا الأخيرة التي انتهت بالتعادل السلبي.

وتعتبر المباراة هي الأقل قوة مقارنة بالمباريات القوية التي يشهدها الدور الثاني من كأس العالم 2014، رغم أن كوستاريكا فرضت نفسها منتخباً قوياً في المجموعة الرابعة، إلا أن هذا الأمر لا يمكن أن يصنع لقاءً قوياً مع اليونان المتواضعة كروياً، خصوصاً بعد تأهلها بشق الأنفس على حساب ساحل العاج.

وعلى الرغم من هذه المعطيات، فإن هذه المباراة هي جسر عبور إلى الدور ربع النهائي لأول مرة في تاريخ المنتخبين، الأمر الذي سيدفع بلاعبي كوستاريكا إلى الأمام من أجل متابعة السحر الكروي الذي صنعوه في الدور الأول، في حين أن اليونان ستعتمد على ساماراس من أجل إنقاذها وقت الشدة، وإذا ساند الحظ المنتخب اليوناني، فستحجز لها مقعداً في الدور ربع النهائي في نتيجة ستكون استمرار لمفاجأت كأس العالم 2014.