تحسن سعر صرف العملة التركية بنسبة 0.05% اليوم الخميس، لتسجل الليرة، أفضل سعر منذ أسابيع، ببلوغها 7.3206 مقابل الدولار.
وتسود، بحسب محللين، حالة ترقب وارتياح بالأسواق التركية، عقب تلميح الرئيس رجب طيب أردوغان أمس، لـ"بشرى للشعب التركي".
وكان الرئيس التركي قد قال أمس" سنزف الجمعة بشرى للشعب"، ورداً على إلحاح الحضور لمعرفة البشرى، رد أردوغان" إن قلتها الأن لن تبقى مفاجأة، سأقولها الجمعة وستفتح فصلاً جديداً أمام تركيا".
وأضاف أردوغان خلال مشاركته في افتتاح مصنع لتقنيات الطاقة الشمسية في العاصمة أنقرة: "لا يمكن لأي قوة استعمارية حرمان بلادنا من مصادر النفط والغاز الطبيعي في شرق المتوسط"، مشددا على أن تركيا ستدخل مرحلة جديدة بعد البشرى الجديدة.
وأكد على استقلالية تركية "مثلما مزقنا اتفاقية سيفر قبل قرن، لن نرضخ لاتفاقية مشابهة يسعون لفرضها علينا في شرق المتوسط"، ولافتاً إلى" أن نضال تركيا على جبهات عدة بدءا من شرق المتوسط وحتى ليبيا ليس كفاحا من أجل الحقوق فحسب، وإنما من أجل المستقبل أيضا".
وجاءت تغريدة وزير الخزانة والمالية، براءت ألبيرق "ستعتبر المفاجأة بمثابة تغير محوري بالنسبة الى تركيا وستكون مهمة جداً، وتنتظرنا أيام أجمل بكثير" لتعزز التغريدة الأمل وتزيد الترقب، داخل تركيا وخارجها.
ويقول المحلل التركي سمير صالحة، رغم احتمال أن تكون المفاجأة لها علاقة بانفتاح وتحسن علاقات سياسية واقتصادية مع دول مهمة، مثل مصر، إلا أن الأرجح، أن تكون البشرى لها علاقة بالاقتصاد، وتحديداً اكتشافات غاز بالبحر الأسود وتحديداً قرب مدينة "زوم غول داغ" التي كانت تنقب سفينة "الفاتح" قبالتها.
ورأى صالحة خلال تصريحه لـ"العربي الجديد" أن اكتشاف غاز أو نفط باحتياطيات كبيرة، سيبدل بالفعل من وجه تركيا وتكون مرحلة جديدة للأجيال القادمة، بعد تحرير ميزان المدفوعات من فاتورة الطاقة الكبيرة، ويحرر تركيا من ضغوط سياسية واقتصادية.
وبالتزامن مع الذكرى 567 لفتح القسطنطينية، وبعد إتمام التحضيرات اللازمة في مدينة إسطنبول، أبحرت سفينة "الفاتح" في 30 مايو/ أيار الماضي نحو البحر الأسود للتنقيب عن الطاقة، بعد رسوها في ميناء "حيدر باشا" بإسطنبول، منذ العاشر من أبريل/نيسان الماضي، قادمة من شرقي البحر المتوسط.
وتعد سفينة "فاتح"، من أبرز سفن التنقيب التركية، ويبلغ طولها 229، وعرضها 36 متراً، كان أول إبحار لها عام 2011 بعد صناعتها في كوريا الجنوبية.
وتتمتع السفينة، بحسب خبراء، بتكنولوجيا الجيل السادس، إذ بإمكانها إجراء عمليات تنقيب حتى عمق 12 ألف و200 متر وفي الأعماق ذات الضغط المرتفع.
من جهته، يرجّح المحلل التركي يوسف كاتب أوغلو أن البشرى لها علاقة باكتشاف "كميات هائلة من الغاز بالبحر الأسود ستحول تركيا من مستورد إلى مصدر للطاقة".
وحول الأثر المباشر لتصريح الرئيس التركي، على الليرة والأسواق، يضيف كاتب أوغلو: هذا يؤكد أن تراجع سعر صرف الليرة كان لأسباب سياسية ونفسية وليس لأسباب اقتصادية، وهنا لا نلغي أثر وباء كورونا على الصادرات والسياحة، ودور هذين الركنين بالاقتصاد التركي والقطع الأجنبي، لكن تحسن الانتاج والصادرات وبدء موسم السياحة، لن يغير من سعر الصرف، بل استمرت الليرة بالتراجع بواقع الاستهداف الخارجي والتوترات السياسية.
ويتوقع المحلل التركي أن يكون لبشرى أردوغان أثار مهمة على استقرار سعر الصرف وعودة الاستثمارات لتركيا وتحسن أداء البورصة، لأن أكثر من 60% من المساهمين بها هم من الخارج.
ويختم كاتب أوغلو "تصوروا أن يزاح عبء استيراد الطاقة عن كاهل الاقتصاد التركي، وتتحول تلك المليارات للتنمية وتسريع تنفيذ مشاريع المئوية".
وبحسب مصادر رسمية، تستورد تركيا سنوياً نحو 90% من استهلاكها من الخارج، أي نحو 53.5 مليار متر مكعب ونحو 360 مليون برميل نفط، لتبلغ فاتورة استيراد الطاقة نحو 42 مليار دولار سنوياً، لتحتل المرتبة الأعلى من حيث الطلب على الطاقة بين دول منظمة التعاون والتنمية، وتعتمد بوارداتها من النفط والغاز الطبيعي على روسيا وإيران،
وتستورد تركيا من روسيا نحو 50% من احتياجاتها من الغاز ونحو 12% من وارداتها النفطية، وتستورد النفط من أذربيجان والعراق وقطر. وإيران قبل تشديد العقوبات الأميركية على طهران.