في نسخته الرابعة، يبدو "المعرض الدولي للكتاب العربي" في إسطنبول، أكثر زخماً وتنوّعاً، من دوراته السابقة. يستمر المعرض الذي افتتح السبت الماضي لتسعة أيام في منطقة يني كابي، بمشاركة قرابة 200 دار نشر، جاءت من بلاد عربية وأوروبية، وخاصة من تركيا التي أنشئت فيها دور نشر عربية خلال السنوات الأخيرة على إثر موجات اللجوء السوري.
"العربي الجديد" التقت عدداً من المشاركين. تشير نور الهدى آل عمو، المدير التنفيذي لـ "دار ميسلون"، أن المؤسسة تشارك لأول مرة في المعرض، من خلال 43 عنوان وخمسة أعداد من مجلة "قلمون" للدراسات والأبحاث، وتقدّم من عناوينها كتاب "عملية قيصر" المترجم عن الفرنسية للكاتبة غرانس لوكيزن، وكتاب "تاريخ العلويين" لماهر جنيدي.
تعتبر آل عمو أن المعرض، وفضلاً عن كونه فرصة ثقافية جمعت دور نشر من 15 دولة عربية، يتيح الفرصة لإبرام اتفاقات، إذ تقول: "وقعنا اتفاقاً منذ اليوم الأوّل مع موقع "نيل وفرات" للبيع الالكتروني، واتفاقاً آخر مع "اتحاد الناشرين العرب" لعرض إصداراتهم في دار ميسلون ضمن اتفاقية تبادل منشورات وتوزيع، إضافة لاتفاق مع دور نشر تركية لبيع حقوق ترجمة من العربية للتركية والعكس".
ومن "دار أزرق"، تقول الكاتبة السورية عبير النحاس لـ"العربي الجديد": "نشارك للمرة الثانية بالمعرض، عبر العديد من العناوين الجديدة، وخاصة في ما يتعلق بأدب الأطفال، منها أعمال تُرجمت للتركية".
تحدّثت النحاس أيضاً عن أعمالها المقدّمة في المعرض وهما روايتان للأطفال، تقول عن إحداهما وهي بعنوان "ثورة الدمى": "أتناول حربَ مطالب وتحرّر لدمى مع صديقاتهن اللواتي يمنعن عنهن رغباتهن ومطالبهن". تضيف "تعمّدت استعمال كلمة الثورة كي يعاد تقبلها لدى الأطفال بعد التشويه المتعمد الذي لحق بالاسم وفكرة الثورة، وحاولت أن أخرج عن المتداول في الثورات، إذ يتم تحقيق مطالب الدمى ويتم الوفاق مع أصحابهن".
أقيم، على هامش معرض الكتاب، وبمشاركة 36 فناناً عربياً، معرض للفنون التشكيلية، بعنوان "قراءة في لوحة" نظمته "الجمعية السورية للفنون التشكيلية" (شام)، بالتعاون مع "اتحاد الناشرين الأتراك"، و"الجمعية العربية".
يُذكر أن هذه التظاهرة الفنية ستواكب كامل الأيام التسعة من معرض الكتاب. في حديث إلى "العربي الجديد"، تقول التشكيلية السورية تمارا داغستاني: " يعتبر هذا المعرض من بواكير نشاطات "الجمعية السورية للفنون التشكيلية" التي تأسّست قبل أشهر قليلة بهدف جمع الفنانين السوريين بشكل خاص، والعرب بشكل عام، وتضم حتى الآن نحو ستّين فناناً سورياً.